89

Methodology of the Companions in Inviting Polytheists Who Are Not People of the Book

منهج الصحابة في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب

Mai Buga Littafi

دار الرسالة العالمية

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م

Inda aka buga

بيروت

Nau'ikan

يذكر عنهما: والله لعرفنا الإسلام في وجهه قبل أن يتكلم، ومن ثم أتاهم سعد بن معاذ وقال لهم مثل قول أسيد، وقال له مصعب كقوله لأسيد، وقرأ عليه القرآن فأسلما ﵃ أجمعين. وهنا نجد أن مصعبًا ﵁ تعلم القرآن وأصبح مقرِئًا له، فكان يدعو الناس إلى الإسلام بالقرآن، وقد مكث في المدينة يدعو ويعلم حتى عاد إلى مكة ومعه سبعون رجلًا من الأنصار، وقابلوا الرسول ﷺ في العقبة الثانية، ويعد هو أول من قدم المدينة من أصحاب رسول الله ﷺ، وكان يأتي الأنصار في دورهم ويدعوهم ويقرأ عليهم القرآن فيسلم الرجل والرجلان حتى ظهر الإسلام وفشا في دور الأنصار، وكان يقرِئُهم القرآن ويعلمهم (^١)، وكأنه ﵁ يطبق ما ورد في حديث الرسول ﷺ: (تعلم القرآن وعلمه (. ومن ذلك أيضًا عندما بعث عمرو بن الجموح إلى مصعب بن عمير بعد قدومه المدينة فقال: ما هذا الذي جئتمونا به؟ قالوا: إن شئت جئناك فأسمعناك القرآن، قال: نعم، فقرأ عليه صدرًا من سورة يوسف (^٢)، فدعاه من خلال قراءة القرآن الكريم عليه. وكذلك ثابت بن قيس الأنصاري ﵁ وهو أحد السابقين للإسلام ما كاد أن يستمع إلى الذكر الحكيم يرتله مصعب بن عمير بصوته الشجي وجرسه الندي حتى شرح الله صدره للإيمان وأعلى قدره ورفع ذكره بالإسلام.

(^١) انظر: الطبقات الكبرى، ابن سعد، ٣/ ١١٧ - ١١٨. (^٢) انظر: سير أعلام النبلاء، الذهبي، ٢/ ٢٩٤٢.

1 / 95