رسول الله ﷺ يقول: إن الناس إذا رأوا المنكر ولا يغيروه أوشك الله أن يعمهم بعقابه (^١)، فقد بين أن ذلك يكون بعد أن يأمر الإنسان وينهى، وليس معني ذلك أنه يترك الأمر والنهي، ولكنه إذا أدى ما عليه فعند ذلك لا يضره ضلال من ضل إذا اهتدى. أما أن يترك الأمر والنهي ويكفيه أن يكون قد اهتدى، فهذا ليس بصحيح (^٢)، أو أن الآية محمولة على زمن لم يأت بعد كما تأولها كثير من الصحابة.
٢ - إذا لحق الأمر بالمعروف والناهي عن المنكر ضرر.
فإذا كان يلحق المسلم من جراء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مكروه معتبر يتضرر به في نفسه أو ماله أو جاهه (^٣) سقط الوجوب عنه، دل على ذلك حديث أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إن الله ليسأل العبد يوم القيامة حتى يقول: ما منعك إذ رأيت المنكر أن تنكره؟ فإذا لقن الله عبدا حجته، قال: يا رب رجوتك وفرقت من الناس» (^٤).