فليست الجاهلية مقدمة للإسلام.
وليس الفساد في العالم سببا للصلاح.
وليست قريش ولا جزيرة العرب، ولا دولة القياصرة، ولا أبهة الأكاسرة هي التي بعثت محمدا لينكر العصبية على قريش، ويعلم العرب تسفيه التراث الموروث من الآباء والأجداد، ويثل العروش التي قام عليها الطغاة، وتأله عليها الجبابرة من دون الله.
هؤلاء جميعا كانوا ضحية البعثة المحمدية.
وهؤلاء جميعا كانوا مريضها الذي شفي على يديها بغير شعور منه بالمرض، وبغير سعي منه إلى الشفاء.
وتلك هي المقدمات ونتائجها كما تتجه بها عناية الله.
رسول يوحى إليه فيصنع الأعاجيب.
ذلك ما يقوله المؤمنون بعناية الله.
فإذا استطاع المنكرون أن يقولوا غير ذلك فليقولوا وليفسروه. فلا تفسير له عندهم إلا أن الفساد يصلح الفساد، وأن الداء يشفي الداء، وأن الأسباب تمضي في طريقها فتختلف بها الطريق، وتذهب إلى حيث لا يفضي الذهاب.
جاء محمد بدين الإنسانية في أمة العصبية.
Shafi da ba'a sani ba