مقدمات من قبيل الداء يأتي بعده الموت، فهو نتيجته وعقباه على الشرعة المعهودة في طبائع الأشياء.
ومقدمات من قبيل الداء يأتي بعده الدواء، فليس هو بنتيجة له إلا على معنى واحد، وهو لحاق الدواء بالداء، وظهور الشفاء بعد الحاجة إليه.
مقدمات تتحقق بها قوانين الطبيعة، ومقدمات تتحقق بها عناية الله.
ولا سيما حين تأتي الحاجة إلى الشفاء من غير المريض، بل تأتي على الرغم منه، وعلى خلاف ما يرجوه ويبتغيه.
كيف نشأ التوحيد بعد التباس الوحدانية بالشرك، واختلاط الأديان بين الآلهة والأوثان؟
كيف نشأت ديانة الإنسانية بعد ديانات العصبية والأثرة القومية؟
كيف نشأت نبوة الهداية بعد نبوة الوقاية والقيادة؟
كيف أصبحت المعجزة تابعة للإيمان بعد أن كان الإيمان تابعا للمعجزة؟
كيف ظهر الإسلام بعد عبادات لا تمهد له ولا يبقي عليها؟ مقدمات لم تكن واحدة منها ممهدة لنتائجها، وإن مهدت لها خطوة في الطريق، فقد تنكص بها بعد ذلك خطوات وخطوات.
وهذه هي المقدمات التي لا تأتي بعدها النتائج الصالحة إلا بعناية من الله، واتجاه بقوانين الكون وعوامله إلى حيث يشاء.
Shafi da ba'a sani ba