والجيم وكسرها١، وهو في اللغة المستقذر، يقال نجس ينجس، كعلم يعلم، ونجس ينجس، كشرف يشرف، وهو في الاصطلاح كل عين حرم تناولها مع إمكانه، لا لحرمتها ولا استقذارها، ولا لضرر بها، في بدن أو عقل.
قوله: "فصلٌ": الفصل الحجز بين الشيئين، ومنه فصل الربيع؛ لأنه يحجز بين الشتاء والصيف، وهو في كتب العلم كذلك؛ لأنه يحجز بين أجناس المسائل وأنواعها.
قوله "أو غمس يده": اليد أصلها يدي، ولم تبن مع كونها على حرفين؛ لكون الثالث يعود إليها في التثنية والجمع، كقوله: يديان بيضاوان عند محرق، وقوله تعالى: ﴿غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ﴾ ٢ ﴿إِلَى الْمَرَافِقِ﴾ ٣ واليد حقيقة في اليد إلى المنكب، ثم تستعمل في غير ذلك بقرينة، ففي الوضوء، خرج ما فوق المرفق بقوله: ﴿إِلَى الْمَرَافِقِ﴾ وفي السرقة إلى الكوع بقرينة قطعه ﷺ من الكوع، وكذا هنا المراد إلى الكوع، فلو أدخل ما فوق ذلك إلى الماء لم يؤثر فيه شيئا، وإدخال بعض اليد كإدخال جميعها في وجه، ولها فروع لا يحتملها هذا المحتضر.
قوله: "بولًا أو عَذِرَةً": المراد بول الآدميين "وعذرتهم"٤.
قوله: "ما بَلَغَ قُلَّتَيْن": القلتان: واحدتهما قلة، وهي الحرة، سميت بذلك؛ لأن الرجل العظيم يقلها بيديه، أي يرفعها، يقال: قل الشيء وأقله: إذا رفعه.
_________
١ وكسرها: أي كسر الجيم.
٢ سورة المائدة: الآية ٦٤.
٣ سورة المائدة: الآية ٦.
٤ ما بين معقوقتين لم يرد في "ش" وأثبتناه من "ط" والعَذِرة: الخَرْءُ.
والجمع: خُروء مثل: فَلْس وفُلُوس "المصباح المنير".
1 / 18