Matalib Saul
مطالب السؤول في مناقب آل الرسول
Nau'ikan
بمعادنه فإن للجود معادن وللمعادن أصولا وللأصول فروعا وللفروع ثمرا، ولا يطيب ثمر إلا بفرع ولا فرع إلا بأصل ولا أصل ثابت إلا بمعدن طيب. يا بني إذا زرت فزر الأخيار ولا تزر الفجار فإنهم صخرة لا يتفجر ماؤها وشجرة لا يخضر ورقها وأرض لا يظهر عشبها.
قال علي بن موسى: فما ترك أبي هذه الوصية إلى أن مات.
وقال أحمد بن عمرو بن المقدام الرازي: وقع الذباب على المنصور فذبه عنه فعاد، فذبه عنه حتى اضجره. فدخل عليه جعفر بن محمد فقال له المنصور: يا أبا عبد الله لم خلق الله (تعالى) هذا الذباب؟
فقال: ليذل به الجبابرة.
ونقل أنه كان رجل من أهل السواد يلزم جعفرا ففقده، فسأل عنه فقال له رجل يريد أن يستنقص به: إنه لبطيء فقال جعفر ((عليه السلام)):
أصل الرجل عقله وحسبه دينه، وكرمه تقواه، والناس في آدم مستوون فاستحى ذلك القائل.
وقال سفيان الثوري: سمعت جعفر الصادق يقول: عزت السلامة حتى لقد خفي مطلبها فإن تكن في شيء فتوشك أن تكون في الخمول فإن طلبت في الخمول ولم توجد فتوشك أن تكون في الصمت، فإن طلبت في الصمت فلم توجد فتوشك أن تكون في التخلي، فإن طلبت في التخلي فلم توجد فتوشك أن تكون في كلام السلف الصالح والسعيد من وجد في نفسه خلوة يشتغل بها.
وحدث عبد الله بن الفضل بن الربيع عن أبيه قال: حج أبو جعفر المنصور سنة سبع وأربعين ومائة ، فقدم المدينة وقال للربيع: ابعث إلى جعفر بن محمد من يأتينا به متعبا قتلني الله إن لم اقتله. فتغافل الربيع عنه لبنساه ثم عاد ذكره للربيع، وقال: ابعث من يأتي به متعبا، فتغافل عنه الربيع ثم أرسل إلى الربيع رسالة قبيحة أغلظ فيها وأمره أن يبعث من يحضر جعفرا. ففعل فلما أتاه قال له: يا أبا عبد الله اذكر الله فإنه أرسل
Shafi 286