274

Matalib Saul

مطالب السؤول في مناقب آل الرسول‏

فلما قام سفيان قال جعفر: خذها يا سفيان، ثلاث وأي ثلاث.

وقال سفيان دخلت على جعفر بن محمد وعليه جبة خز دكناء وكساء خز فجعلت أنظر إليه تعجبا، فقال لي: يا ثوري مالك تنظر إلينا لعلك تعجب مما ترى قال: فقلت له: يا بن رسول الله ليس هذا من لباسك ولا لباس آبائك. قال: يا ثوري كان ذلك زمان افتقار وإقتار وكانوا يعملون على قدر إقتاره وافتقاره، وهذا زمان قد أسبل كل شيء عز إليه ثم حسر ردن جبته فإذا تحتها جبة صوف بيضاء يقصر الذيل عن الذيل والردن عن الردن، وقال: يا ثوري لبسنا هذا لله وهذا لكم، فما كان الله أخفيناه وما كان لكم أبديناه.

وقال الهياج بن بسطام: كان جعفر بن محمد يطعم حتى لا يبقى لعياله شيء، وكان يقول ((عليه السلام)): لا يتم المعروف الا بثلاثة تعجيله وتصغيره وستره.

وسئل ((عليه السلام)): لم يحرم الله الربا؟ فقال: لئلا يتمانع الناس المعروف.

وذكر بعض أصحابه ((عليه السلام)) قال: دخلت على جعفر وموسى ولده بين يديه وهو يوصيه بهذه الوصية، وكان مما حفظت منها أن قال: يا بني اقبل وصيتي واحفظ مقالتي فإنك إن حفظتها تعش سعيدا وتمت حميدا. يا بني إنه من قنع بما قسم له استغنى ومن مد عينه إلى ما في يد غيره مات فقيرا، ومن لم يرض بما قسم الله (عز وجل) له اتهم الله (تعالى) في قضائه، ومن استصغر زلة نفسه استعظم زلة غيره، ومن استصغر زلة غيره استعظم زلة نفسه. يا بني من كشف حجاب غيره انكشفت عورات نفسه، ومن سل سيف البغي قتل به ومن احتفر لاخيه بئرا سقط فيها، ومن داخل السفهاء حقر ومن خالط العلماء وقر ومن دخل مداخل السوء اتهم. يا بني، قل الحق لك وعليك وإياك والنميمة فإنها تزرع الشحناء في قلوب الرجال. يا بني إذا طلبت الجود فعليك

Shafi 285