Tafiyar Wasan Kwaikwayo a Masar
مسيرة المسرح في مصر ١٩٠٠–١٩٣٥ : فرق المسرح الغنائي
Nau'ikan
الصفحة الأولى من مخطوطة مسرحية «طيف الخيال».
والسبب في ذلك أن فلان بك يتاجر بابنته علية، من أجل الحصول على رتبة الباشوية، فقد وافق فلان على زواج ابنته علية من مظهر، عندما علم أن خال مظهر في يده منح رتب الباشوية. ولكن بعد أيام حدثت مشاحنات بين فلان وخال مظهر، اضطر بسببها هذا الخال أن ينهي علاقته بفلان، وبالتالي عدم منحه رتبة الباشوية؛ لذلك فسخ فلان الخطبة، ووافق على زواج ابنته من محروس لأنه من الأغنياء، وعندما تعلم دنيا بأن مظهر يدبر المؤامرات لحبيبها محروس، نجدها تلتحق بالعمل لديه، كي تطلع على أسراره ومؤامراته، ومن ثم تحذر محروس منها. وبالفعل قامت دنيا بذلك، وكانت ترسل الرسائل إلى محروس وتوقع باسم طيف الخيال، واستمرت دنيا على هذا المنوال كثيرا، ومحروس في حيرة من أمر هذه الرسائل، لدرجة أنه عشق طيف الخيال قبل أن يعلم من هي. وبعد أحداث كثيرة يعلم محروس أن دنيا هي طيف الخيال، التي أنقذته أكثر من مرة، فيفسخ خطبته من علية ويتزوج من دنيا، وتنتهي المسرحية.
أما المسرحية الجديدة الخامسة والأخيرة في هذا الموسم، فكانت مسرحية «الثائرة» أو «فتاة الإسكندرية»، وهي من اقتباس مصطفى صادق، وغناء أم كلثوم، وتم تمثيلها ابتداء من 13 / 5 / 1926. وكانت من تمثيل: دولت أبيض، أمينة محمد، عبد العزيز خليل، عبد المجيد شكري، منسي فهمي، حنا وهبة، محمد يوسف.
214
ومسرحية «الثائرة» تدور أحداثها حول سعيد بك، وهو متزوج من حورية هانم المرأة الطيبة ذات الحسب والنسب، والتي تطيع زوجها في كل شيء. وما كان من هذا الزوج إلا أن يقوم بخيانتها كل ليلة مع مدام أنطوان، في الغرفة رقم 16 ببنسيون مدام كلاريس، ثم يعود فيقص على زوجته في فخر قصص مغامراته الليلية. وكانت الزوجة تسمع منه وتكتم غيرتها وغيظها، وهو يزيد في عذابها، وعندما كانت تتبرم من قصصه كان ينهال عليها بوابل من الشتائم والتجريح وهدر الكرامة، ويصفها بأنها قطعة أثاث في المنزل ، لا تستطيع أن تتحرك من مكانها إلا بإذنه، ولا تستطيع أن تخرج من المنزل إلا إلى قبرها. وبمرور الأيام نجد الزوجة تثور على جميع الرجال في صورة زوجها، وتتبرم بالقوانين، وتجادل زوجها في قيمة الأحكام التي لا تعدل بين المرأة والرجل ... إلخ هذه الأمور.
وفي يوم من الأيام خرجت الزوجة دون إذن من زوجها، وتعمدت أن تعود بعد حضوره، وعندما سألها عن سبب خروجها وغيابها قالت له إنها تعرفت على رجل آخر، فتمتعت معه كامرأة بما لم تتمتع به من قبل، حيث استأجرت الغرفة رقم 14 في بنسيون مدام كلاريس. بل وأتت له بدلائل قوية حيث سردت عليه ما حدث بينه وبين مدام أنطوان في الغرفة رقم 16، وأسمعته نصوصا من كلامه وكلام عشيقته، حتى يتيقن من أنها بالفعل خانته في هذه الليلة. هنا ثار الزوج وحاول قتلها، ولكن الجيران تجمعوا على الصراخ والعويل، ومنعوه من ارتكاب تلك الجريمة. وبعد أن هدأت النفوس حاولوا أن يفهموا الموضوع من الزوجة، فقصت عليهم مغامرتها مع عشيقها، وكانت تتفنن في الوصف، والزوج يغلي ويتمتم، حتى انتهت من روايتها، بعد أن وصل الزوج إلى درجة الانهيار. وهنا صرحت الزوجة بالحقيقة الخفية، حيث إنها زوجة شريفة، فقد لفقت هذه القصة كي تعطي زوجها درسا قاسيا، ولكي يشعر بما كانت تشعر به هي كل ليلة عندما كان يخونها، ويقص عليها قصص خيانته. وتنجح الزوجة في تلقين زوجها هذا الدرس، فيطلب منها الغفران، ويقسم بأنه سيمحو في المستقبل سيئاته بحسنات كثيرة.
ومن الملاحظ في هذا الموسم أن فرقة عكاشة حاولت تعويض عدم وجود العنصر النسائي الغنائي بها، بسبب زواج فاطمة سري - كما مر بنا - وذلك بالاستعانة ببعض المطربات، أمثال: أم كلثوم، التي رفضت التمثيل، ولكنها وافقت على الغناء فقط بين الفصول أو في ختام العروض. ولأن أم كلثوم بدأ نجمها يسطع في هذا الوقت، وافقت الفرقة على شروطها، ومن ثم أخذت تعلن عن عروضها المسرحية المشتملة على غناء أم كلثوم بصورة خاصة.
فعلى سبيل المثال نجد جريدة «السياسة» في 18 / 2 / 1926 تقول:
من أراد أن يضيف إلى عمره أعمارا جديدة، كي يشاهد أكبر معرض فني، ويسمع أطرب الألحان، من أعظم مغنية مصرية، احتجبت بضع أسابيع فشاقت الجمهور إلى حنان صوتها الساحر. تياترو حديقة الأزبكية، يوم السبت 20 فبراير سنة 1926، هناك تشاهد أجمل المناظر الفرعونية، وتسمع أرق الألحان الجديدة وأشجاها، من مغنية الشرق «الآنسة أم كلثوم». وستمثل شركة ترقية التمثيل العربي، جوق عكاشة وشركاهم، الرواية الأوبرا الجديدة «عروس الفراعنة كليوباترا». إبداع مدهش، مناظر أثرية، ألحان مطربة، مغاني شجية، رواية فرعونية، تياترو شرقي، مجتمع أدبي، «ليلة كليوباترا»، ليلة حب وهيام، ليلة مغنى وطرب ... وفي جنة الفراعنة، تظهر عروس المطربات «الآنسة أم كلثوم»، فتملأ القلوب فرحا والصدور ابتهاجا، إذ تغني كل مطرب وجديد، فتعوض عشاق صوتها الساحر ما فاتهم في مدة احتجابها، وتملأ ذلك الفراغ الفني الذي أحدثه في مدة غيابها.
وقالت أيضا جريدة «البلاغ» في 17 / 3 / 1926:
Shafi da ba'a sani ba