Tafiyar Wasan Kwaikwayo a Masar
مسيرة المسرح في مصر ١٩٠٠–١٩٣٥ : فرق المسرح الغنائي
Nau'ikan
غلاف مسرحية «عبد الرحمن الناصر».
ومسرحية «عبد الرحمن الناصر» تدور أحداثها في الأندلس أيام حكم عبد الرحمن الناصر، وذلك من خلال محاولة ابن الحجاج التخلص من الناصر عن طريق دس الفتن والمؤامرات. فقد استطاع ابن الحجاج أن يجمع حوله فريقا من المتآمرين، ممن لهم مصلحة في التخلص من الناصر، ومن هؤلاء كبير الفتيان «يأسر» الذي يخون مولاه الناصر انتقاما من جاريته الزهراء التي تهينه دائما، ومنهم أيضا الأمير عبد الله بن الناصر، الذي يطمع في الخلافة بدلا من أخيه الحكم، ومنهم الفقيه ابن عبد البر، الذي طرح العلم وراء ظهره وتآمر على الناصر كي يحصل على منصب قاضي الجماعة. هذا بالإضافة إلى قادة الجيش المعزولين الذين يريدون العودة إلى مناصبهم. أما رأس الفتنة ابن الحجاج فأراد من التآمر عودته كأمير لإشبيلية بدلا من منصبه المتواضع الحالي كصاحب الشرطة.
ومن خلال الأحداث تتشكل المؤامرة على الناصر بأكثر من صورة، فنجد الفقيه ابن عبد البر، يؤلب الأمير عبد الله على أبيه الناصر وعلى أخيه الحكم، وذلك من خلال منافسة الشقيقين حول اقتناء الكتب والمخطوطات الثمينة، وكانت هذه المنافسة تنتهي دائما بفوز الحكم على عبد الله، مما جعل عبد الله ينضم إلى المتآمرين. ثم نجد ابن عبد البر يقول للناصر إن خطيبا أساء إلى الناصر في خطبة يوم الجمعة؛ لأن الناصر امتنع عن صلاة الجمعة مرتين؛ لذلك فهو لا يصلح للخلافة. وعندما حضر هذا الخطيب، وكان منذر بن سعيد، نجد الناصر يشكره على شجاعته ويوليه منصب قاضي الجماعة. وعندما أراد الناصر أن يحارب مدينة سمورة للجلالقة، نجده يعطي قيادة الجيش لنجدة الصقلبي، وهنا يشعل ابن الحجاج الفتنة قائلا للمتآمرين: إن الناصر يفضل الصقالبة على قادة العرب. أما الحادث الرئيسي الذي جمع هذه المؤامرات بعضها ببعض، فكان ظهور «سيف النقمة» وإعلانه العصيان وتحدي الناصر.
وعندما تسأل الجارية الزهراء مولاها الناصر في إحدى الليالي عن سبب تكدره يقول لها إنه أخطأ مرة واحدة في حياته، عندما مات ابن حفصون وتم دفنه، فقام هو بإخراج أشلائه من القبر ثم صلبها أمام ابنه وابنته. وتدور الأيام ونعلم أن سيف النقمة هذا ما هو إلا أذفونش بن حفصون، الذي رأى أشلاء والده مصلوبة. كما نعلم أن الجارية الزهراء ما هي إلا شقيقة أذفونش بن حفصون. وهنا يلتف المتآمرون حول سيف النقمة والزهراء من أجل التخلص من الناصر. وكانت الخطة الموضوعة تتمثل في أن الزهراء تستدرج الناصر إلى مخدعها، وتدس له المخدر، حتى ينام في سريرها فيأتي المتآمرون ويطعنوه. ولكن الزهراء ترفض أن يموت الناصر، فتتنكر في زيه وتنام في سريره، وتتفق مع الأمير عبد الله وشقيقه الحاكم على إنقاذ الناصر. ولكن الناصر علم بالمؤامرة فاختفى في الغرفة ليشاهد الأحداث، ويأتي المتآمرون وقبل طعنهم النائم يظهر الأمير عبد الله والأمير الحكم والناصر أيضا، وتحدث مقاومة تنتهي بالقبض على المتآمرين. ويعفو الناصر عن سيف النقمة، ولكن سيف النقمة يرفض هذا العفو ويصر على الموت مع بقية أعوانه. أما الأمير عبد الله فيقتل نفسه بالسيف؛ لأنه في لحظة ما اتفق مع المتآمرين على قتل والده، وتنتهي المسرحية ببكاء الناصر على ولده عبد الله.
وقد كتب إسكندر شلفون مقالة عن المسرحية قال فيها: «شاهدت رواية «عبد الرحمن الناصر»، فأعجبني ما ابتكره فيها مؤلفها عباس علام من المواضيع الموسيقية الجديدة. ففي لحن «هذي الرياض الناضرة» قدم للفن والتلحين نوعا جديدا، هو مخاطبة الرياض ومناجاة الأزهر ومحادثة الورد والرياحين. كذلك في اللحن الذي ألقته الصبايا عند بركة الماء، قدم للملحنين مقالا يرشدهم إلى أن الموسيقى لا تقف عند معاني الغزل والتشبيب، بل تتناول كل شيء، وأنه يجب على الملحن أن يبحث لنغماته الموسيقية على معان أخرى غير التي تعود أن يتخيرها حتى اليوم. منذ زمن بعيد وأنا أنادي بهذا المبدأ الموسيقي الجميل، وأخاطب أهل الفن باللسان واليراع ليزيدوا لنا أنواعا جديد ومعاني عصرية حديثة في دائرة التلحين، ويسكتوا ولو يوما واحدا عن ترديد تلك النغمة المملة نغمة العشق والغرام، التي مجتها الأسماع واستجارت منها الموسيقى.»
122
وظلت فرقة عكاشة حتى أواخر فبراير 1921 تعيد تمثيل هذه المسرحيات الأربع بمسرح حديقة الأزبكية، ومن ثم انتقلت بها إلى المسارح الأخرى داخل وخارج العاصمة، مثل: برنتانيا، والحمراء بالإسكندرية، وعدن بالمنصورة.
123
بعد ذلك قامت الفرقة بإعادة تمثيل مسرحياتها القديمة مع مسرحياتها السابقة بمسرح الأزبكية حتى أول مايو 1921، سواء في حفلاتها النهارية أو الليلية. ومن هذه المسرحيات: «القضاء والقدر»، «طارق بن زياد»، «الأفريقية»، «مصرع الزباء»، «اليتيمتين»، «الشيخ متلوف»، «عظة الملوك»، «غانية الأندلس»، «تليماك»، «عائدة»، «أبو الحسن المغفل»، «الراهب المتنكر»، «معارك الحياة»، «أنجومار المتوحش».
124
Shafi da ba'a sani ba