353

Mashariq Anwar Al-Uqul

مشارق أنوار العقول

Nau'ikan

((ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا))([5]) وقوله صلى الله عليه وسلم ((لا حق لعرق ظالم ولا ثواء على مال امرئ مسلم))([6]) وما روى نافع عن ابن عمر أنه قال: ذهب فرس له فأخذه العدو فظهر عليه المسلمون فرده عليه في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبق عبد له فلحق بالروم فظهر عليه المسلمون فرده عليه خالد بن الوليد بعد النبي صلى الله عليه وسلم وذلك في زمان أبي بكر رضي الله عنه والصحابة متوافرون من غير نكير منهم على ذلك وذهب إلى الأول جماعة منهم الربيع([7]) بن حبيب وأبو يعقوب يوسف بن إبراهيم والمحققون من أهل المغرب وصححه القطب رحمه الله وحجتهم في ذلك ما مر من إبقائه عليه الصلاة والسلام ما أخذه المشركون في أيديهم يوم الفتح وقد طلبه أربابه فلم ينزعه من يد المشركين وبأمره صلى الله عليه وسلم سلمان أن يستكتب من اليهودي وسلمان ذو دين ويبحث في الاستدلال الثاني بأن سلمان إنما أخذه المشركون قبل أن يظهر الإسلام وهو يومئذ نصراني ولا يخفى ما في تلك النصرانية من جعل عيسى ولدا وجعل الآلهة ثلاثة والكل شرك وأيضا فاليهودي الذي استكتب منه سلمان لم يغتصب سلمان بنفسه وإنما اشتراه من غيره فلما لم تقم بينة أنه مغتصب فهو ملك لليهودي وعند وجود هذه الاحتمالات لا يتم ذلك الاستدلال فظهر أن الصحيح ما عليه الأولون والأبحاث التي وجهت على استدلالاتهم يمكن الجواب عنها بلا تكلف.

Shafi 364