============================================================
المسائا المشكلة سيبويه في (أيهم) من قولهم: أيهم ذاهب، وقوله عز وحل: ((ثم لنتعزعن من كل شيعة أيهم [مرم: 69] إلى البناء، وهو مبني، وهو مع ذلك قليل، أعني إضافة المبني، الا أن أبا بكر كان يقول: إن الإضافة لا توجب التمكن في المضاف لوقوعه موقع الحرف فقول أبي عثمان في الآية كما ذكرته لك من الضعف. فإن قلت: فهل له نظير يحمل هذا عليه، فيؤنس أدن إيناس؟. فقد روينا عن أحمد بن يجى عن ابن الأعرابي: تسمع للجن به زيزيزها (1) فهذا مبني مع (ما) وقال حميد: الا هيما مما لقيت وهيما وويخا لمن لم يدر ما هن وئحما(2) فهذا يتوجه على هذا، وكان سيبويه كرهه لما أعلمتك من قلته. وموضع (مثل ما) في الآية عند سيبويه، والمازيي، رفع لأهما ذهبا إلى أنه مبني، وإن اختلفا في جهي البناع وفي قول أبي عمر منتصب على الحال فهذا (ما) في هذا.
فأما ما ذكره سيبويه من إسقاط (ما) من (كما) أنه في الشعر للضرورة، فغير متنع، كما أن حذف النون من لأفعلن غير ممتنع، وحكى سيبويه أنهم يقولون ذلك في الكلام، فإذا جاء ذلك في الكلام فهو في الشعر أحدر أن يجوز.
فأما قول أبي عثمان أن لا ينشده إلا بالنصب، فإن ما يرويه يجب قبوله، ولو لم تثبت الرواية بالرفع، لما امتنع ما ذكره سيبويه من حذف (ما) عند الضرورة، كحذف النون، وكأشياء كثيرة تحوز عند الضرورة.
فأما نصب (فيقتلا) في البيت في رواية سيبويه فعلى: وألحق بالحجاز فأستريحا(2) (1) الرجز لرؤبة انظر: محموع أشعار العرب، ديوان رؤبة بن العجاح ص/184، فيه (زيزبما) باسقاط الزاي الثالثة.
(2) البيت لحميد بن ثور الهلالي. انظر ديوانه: ص7.
(3) تمامه: سأترك متزلي لبني قيم. وهو من شواهد الكتاب 423/1، فيه غير منسوب، وكذلك في معاني القرآن للأخفش ص202 رسالة دكتوراه، ونسبه السيوطي في شرح شواهد المغي 497/1 إلى المغيرة بن حبناء الحنظلي، وقال البغدادي: رجعت إلى ديوانه
Shafi 130