القاضي بدر الدين البغدادي١ وقد تولى القضاء في يوم الخميس الثالث عشر من شهر ربيع الأول سنة أربع وخمسين وثمانمائة للهجرة، واستمر فيه إلى أن مات وكانت مدة ولايته للقضاء عشرة أشهر كاملة، وقد سار القاضي شمس الدين في القضاء سيرة حسنة وبرع فيه، حيث أثنى عليه معاصروه وشهدوا له بالنزاهة والعفة وتوخي العدل والدقة في أحكامه وقضائه.
فقال عنه ابن فهد: وسار في القضاء سيرة حسنة بعفة ونزاهة وتواضع وحسن خلق ٢.
وقال عنه الحافظ شمس الدين السخاوي: كان متواضعا حسن الخلق عفيفًا نزيهًا محمود السيرة في قضائه٣.
ثامنًا: مصنفاته:
كان المصنف ﵀ من المشتغلين بالتأليف والتصنيف إلى جانب ما كان يقوم به من التدريس والخطابة والدعوة والقضاء، إلا أنه لم يذكر لنا من مصنفاته الشيء الكثير، ولم يصل إلينا إلا النزر اليسير منها، والذي يبدو أن مصنفاته قد أحرقت وعبث بها، فإنه قال في مقدمة أحد مصنفاته ٤: (إني لما عدمت كتبي فيما جرى به
_________
١ انظر ترجمته ص ٢٢.
٢ الدر الكمين (ورقة ٥/ب) .
٣ التبر المسبوك ٣٦٣، الضوء اللامع ٣٠٩:٦.
٤ انظر مقدمة تكملته لكتاب (منازل السائرين) في فهارس مكتبة كوبريلي٢٨٢:١.
1 / 24