332

Fitilun Satica

المصابيح الساطعة الأنوار

ثم قال سبحانه وجل عن كل شأن شأنه: ((رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا (37))) ومعنى ((رب السماوات)): هو مالكها وقاهرها وصاحبها ومقدرها، وكذلك الأرض وما بينهما، ومعنى ((وما بينهما)) فهو ما على وجه الأرض من الإنس وغيرهم من الأشياء، وما فوق ذلك من الجن والإنس والسحاب والنجوم في الهواء فهو مالكهما ومدبرهما، ومالك ما بينهما، وسيدهما ومليكهما ((الرحمن)) فهو الرحمن صاحب الرحمة والسلطان والعظمة والبرهان، وهو اسم من أسامي العزيز الجبار ((لا يملكون منه خطابا)) أي لا ينالون عنده مخاطبة ولا بهتانا ولا مكابرة وجحدانا و((منه)) فمعناها: عنده فقامت من مقام عند، وهذه حروف الصفات يخلف بعضها بعضا، ويجزي بعضها عن بعض من ذلك قول الله سبحانه فيما حكى عن فرعون اللعين: ((لأصلبنكم في جذوع النخل)) [طه:71] والجذع لا يصلب فيه وإنما يصلب عليه، أراد لأصلبنكم على جذوع النخل، فقامت في مقام على، وكذلك قامت من مقام عند في قوله: ((لا يملكون منه خطابا)) فأخبر عز وجل أنهم لا يملكون عنده قبول عذر معذرة، ولا ينفعهم جحدان، ولا يجوز عنده إلا الحق في ذلك اليوم وهو:

Shafi 347