Fitilun Satica
المصابيح الساطعة الأنوار
Nau'ikan
ثم قال: ((لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا (35))) واللغو: فهو الباطل والمحال والأذى والطرح والمقال وما يغم المؤمنين سماعه ويكرهون استماعه ((ولا كذابا)) والكذب: فهو الخلف للمواعيد، والكذب في الأقاويل، فأخبر أنهم لا يجدون في تلك الدار خلفا لما وعدوا، ولا كذابا لما أملوا ورجوا، وأنهم سيجدون ما وعدوا، ويعاينون في دار الخلد ما أملوا، وأن آمالهم ورجاءهم وظنونهم غير كاذبة ولا باطلة، وأنها لهم على أفضل ما ظنوا وأكمل ما رجوا، وأوفر ما طلبوا لم يكذب الله لهم ظنا، ولم يخلف لهم أملا، هذا معنى ((كذابا)).
ألا تسمع كيف يقول القائل: ظننت ظنا فكذبني ظني، يريد أملت أملا فأخلفني أملي.
((جزاء من ربك عطاء حسابا (36))) يقول تبارك وتعالى: إن ذلك منه كله جزاء للمؤمنين على أفعالهم، وعطاء منه على أعمالهم المرضية له المتبعة أمره ((عطاء)) ومعنى عطاء فهو هبة وجزاء ((حسابا)) يقول: عطاء كثيرا إن حسب كثر حسابه، وإن عد لم يحط بعدده كثيرا جسيما جزيلا عظيما.
Shafi 346