Fitilun Satica
المصابيح الساطعة الأنوار
Nau'ikan
ومعنى قوله: ((فأما من طغى (37))) هو جاوز الحد في ظلم نفسه بكفر أو فسق ((وآثر الحياة الدنيا (38))) قدمها على الآخرة ((فإن الجحيم هي المأوى(39))) أي المنزل والمحل والمثوى، قال الهادي إلى الحق عليه السلام:
إني من الله له أرجو .... جنانا دائما مأواها
((وأما من خاف مقام ربه)) أي موقفه الذي يقوم فيه العباد للحساب.
((ونهى النفس عن الهوى (40) فإن الجنة هي المأوى(41))) أي نهى نفسه عن إتباع الهوى، فأما الهوى في نفسه فلا يقدر أحد على تركه، لأن الهوى في ذاته إنما هو الشهوة، والشهوة لا يقدر أحد على تركها، وإنما يقدر على خلافها، ويمكنه الإمتناع من طاعتها، وهذا من الإختصار وهو كثير موجود في القرآن، وهو عند أهله بين غاية البيان، فالحمد لله على ما علمنا من الفرقان، ونسأله أن يزيدنا برحمته من البرهان.
((يسألونك عن الساعة أيان مرساها (42))) أي متى حلولها وهجومها على البرية ونزولها، وأيان في اللغة بمنزلة متى قال الشاعر:
أيان تدفع بالرماح عليهم .... يامال قبل منيتي وذهابي
ومعنى قوله: ((فيم أنت من ذكراها (43))) يريد بذلك التوقيف للناس على خوف رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وما هو فيه من الفزع والحزن عند ذكره لها، وعند ما يخطر على باله من هولها.
Shafi 319