Fitilun Satica
المصابيح الساطعة الأنوار
Nau'ikan
عدنا إلى تفسير الإمام
قال عليه السلام: ومعنى قوله: ((والجبال أرساها (32) متاعا لكم ولأنعامكم (33))) هو أسكنها وأثبتها وأهالها قال الشاعر:
ألقى مراسيه بتهلكة .... ثبت رواسيها فما تجري
وفي هذا الكلام تقديم وتأخير والتنزيل قول الله عز وجل: ((أخرج منها ماءها ومرعاها (31) والجبال أرساها (32) متاعا لكم ولأنعامكم(33))) فعل تمتيعا لكم، والتأويل والمعنى: هو أخرج منها ماءها ومرعاها متاعا لكم والجبال أرساها، ولكن لا يجوز أن يقرأ كتاب الله إلا على ما أنزل الله سبحانه وعز عن كل شأن شأنه، لأنه لم يفعل ذلك إلا لأسباب من الصواب، ولولا ذلك لبين جميع الكتاب.
ومعنى قوله عز وجل: ((فإذا جاءت الطامة الكبرى (34))) يعني القيامة، وإنما سميت طامة لعلوها ورفعتها وهولها عند وقعها ووثوبها بغتة وسرعتها، وأصل الطم في الإرتفاع في الهواء سريعا سريعا معا معا قال الشاعر:
أتاكم طم فوق كل طم .... إذا العكاضى كآثافي اليم
((يوم يتذكر الإنسان ما سعى (35))) يريد أنه يتذكر ما عمل في الدنيا، وأصل السعي هو الجد والإجتهاد والإقبال والإدبار والتحدر والإصعاد، قال سيد العابدين علي بن الحسين صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين:
فإن امرء يسعى لدنياه جاهدا .... ويذهل عن أخراه لاشك خاسر
ومعنى ((وبرزت الجحيم لمن يرى (36))) هو أخرجت وأظهرت، ومعنى ((لمن يرى)) هو لمن يرى عز وجل ويعلم أنه يستحق العذاب.
Shafi 318