أن يتعاون الرجال على ترصد الحيوان الذي يراد صيده؛ بأن يكمنوا له في جملة مواضع مختفين. حتى إذا ظهر احتوشوه، ثم هجموا عليه بما في أيديهم من آلات حجرية فمزقوه. ولكن إذا كان الحيوان قويا مثل الفيل أو الكركدن أو الجاموس، فإنهم كانوا يهيئون له حفرة يتردى فيها عندما يحتوشونه.
ولم يكن يخرج للصيد سوى الرجال؛ لأن المرأة كانت على الدوام حاملا أو مرضعا أو أما يتبعها الصغار. فكان الخطر عليها كبيرا من الصيد؛ ولذلك اقتصر الصيد على الرجال فنشأ مجتمع الرجال .
الثانية:
أصبحت المرأة، لعجزها عن الصيد، ترضى بالاستجابة الجنسية للرجل إذا كان يمنحها شيئا من صيده؛ أي من نصيبه من اللحم مما حصل عليه هو وزملاؤه من الرجال بالصيد. ومن هنا نشأت سلطة الرجل على المرأة. هو يصيد ويأتي باللحم، وهي تستجيب إليه لما تجد من مكافأة لها بطعام اللحم الذي يعلو على الثمار والجذور التي كانت تحصل عليها بالمضض والعرق.
لم يكن الصيد ممكنا للفرد وحده، فنشأ التعاون بين الرجال؛ أي المجتمع البشري.
ولم تكن المرأة قادرة على الصيد لأنها حامل، أو لأنها تحمي صغارها، وإذن احتاجت المرأة إلى أن يعولها الرجل بما يصيد.
ونشأ البيت، ونشأت العائلة الأبوية. وأصبحت للزوج سلطة على زوجته؛ إذ هو الذي يقيتها.
ما هو الصيد؟
هو أن تقتل حيوانا فينزف دمه ويموت، ثم نمزقه ونأكله.
إن كلمة «قتل» هي نفسها كلمة «أكل» عند المصريين القدماء. وظني أن الكلمتين في اللغة العربية تعودان إلى أصل واحد. وتقاربهما في النطق والقلب واضح.
Shafi da ba'a sani ba