279

ولم يستطع أحد أن ينحيها عنه حتى اجتمع عليها عدة وجروها بالقهر (2).

ومذعورة باليتم قد ربع قلبها

كطير عليه الصقر قد هجم الوكرا

وأما علي بن الحسين (ع) فإنه لما نظر إلى أهله مجزرين ، وبينهم مهجة الزهراء (عليها السلام) بحالة تنفطر لها السماوات وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا ، عظم ذلك عليه واشتد قلقه فلما تبينت ذلك منه زينب الكبرى بن علي (ع) (4) أهمها أمر الإمام فأخذت تسليه وتصبره وهو الذي لا توازن الجبال بصبره ، وفيما قالت له :

ما لي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي وأبي وإخوتي ، فوالله إن هذا لعهد من الله إلى جدك وأبيك ، ولقد أخذ الله ميثاق اناس لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض ، وهم معروفون في أهل السماوات ، إنهم يجمعون هذه الأعضاء المقطعة والجسوم المضرجة ، فيوارونها وينصبون بهذا الطف علما لقبر أبيك سيد الشهداء لا يدرس أثره ولا يمحى رسمه على كرور الليالي والأيام ، وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلال في محوه وتطميسه ، فلا يزداد أثره إلا علوا (5).

لله صبر زينب العقيلة

كم صابرت مصائبا مهولة

Shafi 308