============================================================
من أعجب العجائب يسبق ادراكهم البرق اللامع، ويدهش ذكاؤهم الرائي والسامع. قد اعتدل هواؤها، وطاب فناؤها ، وعذب ماؤها، ورقت أسحارها، وورفت (1) أشجارها * فهم في خفض من العيش يتقلبون ، لهم دار السلام عند ربهم، ومو وليهم بما كانوا يعملون"111 فخطر ببالي في بعض الليالي ، أن ألبس ربالي البالي وأفارق أشبالي، وأجعل على الله اتكالي ، في قطع فيافي البيداء ، ورفض الدعة للحث (36 ب] الى الزوراء * فرأيت في المنام قائلا أسمع نداعه ولا أتحقق مرآه، ويملأ سمعي صوته وان كتت لا أراه ، يقول : يا عبدالله * فاذا عزمت فتوكل على الله (2) فنيض بي عزمي لاجابة الداعي ، وقعد أطفالي يتتحبون لوداعي، وأنا أعد للرحلة زادي ، وأملأ بالماء ، لبعد المسافة ، مزادي (4) . فلما اقتعدت راحلتي وأنضيتها في قطع مسافي ، وافيتها بلدة خالية ، وأمة جالية، ودمتة حائلة ، ومحنة جائمة(5)، وتصورا خاوية، وعراصا باكية قد رحل عنها سكانها، ويان عنها قطانها، وتمزقوا في البلاد ، ونزلوا بكل واد* وقورها المشيدة مهدومة ، وتعماؤها مسلوبة معدومة موحشة لفقد قطانها ، باكية بلسان الحال على سكانها عظام العظام يالية تسفي عليها الرياح السافية * فهل ترى لهم من باقية ،(6) . فوقفت أبكيها وأندب ربوعها ومن كان فيها0 (2137 وأتدب أطلالها تارة وأبكي على فرتة الظاعنينا فلو ذهبت مقلة بالكاء لفرط الغرام لكنا عمينا () المخطوط : وزفت (2) سورة الانعام . الآية 126 2) سورة آل عمران الآية 158 4) المزاد : قربة الماء 5) المخطوط : جائلة (1) سورة الحاقة، الاية *
Shafi 19