============================================================
الاقليد الخمسون في أن النبوءة لا تصاب إلا بالعلم إن أهل التقليد يتوهمون أن الله تعالى إذا أرآد إرسال رسول إلى خلقه اختار منهم واحدا، راعيا كان، أو حمالا، أو نحارا، أو حدادا، فيحعله الله رسولا إلى سائرهم من غير أن يحتاج1 الرسول إلى علم وحكمة، يتهيا له بعلمه قبول رسالة خالقه. وليس هذا من افترائهم على الله بكثير. فأريد أن أبين لك في [179] هذا الإقليد أنه غير ممكن لواحد أن يقبل رسالة خالقه حي يكون علمه أرجح من علم قومه، وحكمته أتقن من حكمتهم، لأن فيه ضرب من الفساد.2 إذ لو أمكن لمن لا علم له ولا حكمة أن يقبل رسالة خالقه، فهلا عم الخالق" بالرسالة إلى سائر خلقه الذيناهم أمثاله في العلم ليستريحوا من المنازعة والمخالفة؟ فيكون من ذلك رفع الحرب والقتال، وسفك الدماء، وفب الأموال، وسي الذراري عنهم. ويكون من ذلك4 فوز الجميع، وإقامة طاعة الخالق من الكل. فلما وجد تخصيص الرسالة من بينهم لواحد، جعله رسولا إلى سائرهم، علم أنه5 لعلمه اختص بها، وبحكمته امتن عليه. فاعرفه.
الشيء بعد الوجود أيسر تمكمنا في غير المستحق كتمكنه في المستحق. فأما ق بل الوجود فإنه لا يتمكن إلا فيمن يستحق له فيه. فلما قال الني، صلى الله عليه وآله: إن العلماء ورئة الأنبياء7 لم يجعسل للحهال من إرث النبوءة شيئا، إذ وجود النبوعة اكما صححناه وفي النسختين: احتاج.
6 زيادة في التسختين : إن لم يكن علمه أرجح من علم قومه. ولكن النص أوضح بدون هذه العبارة الإضافية.
3 ز: فهذا عم الخلائق.
، ذلك : كما في ز، وهو ساقط من ه ه ز: على انه.
Shafi 226