260

============================================================

مقالات البلخي أمره، وكذلك قد يكون كافرا والله راضي عنه موال له إذا كان ممن يؤمن في آخر أمره: القول في الجود: قالت المعتزلة: إن قولنا: جواد من صفات الله، وإنه لا يجوز أن يقال: لم يزل هذا الاسم إلا بجود ومجود عليه.

وقال حسين النجار وأتباعة: إن الله لم يزل جوادا يريد بذلك نفي البخل.

القول في سميع وبصير: قال جعفر بن حرب: قال أبو الهذيل: لم يزل الله سميعا بصيرا، على معنى سيسمع ويبصر؛ لأن الشمع والبصر لا يكونان في اللغة إلا والمبصر والمسموع موجودان، قال: ولا أجذ في اللغة معنى سمعث وأبصرت: علمث.

قال: وكذلك لم يزل رحيما غفورا محسنا، ولم يزل خالقا، ولم يزل مثيبا معافيا مواليا معاديا آمرا ناهيا، على أن ذلك كله سيكون.

وقال غير أبي الهذيل من المعتزلة: إنه لم يزل سميعا بصيرا، على معنى أنه لم يزك لا يخفى عليه شيء مما سيكون من صوت وشخص وغيرهما، ولا يجيزون: لم يزلك خالقا غفورا رحيما مثيبا معافيا مواليا معاديا، ولكن يقولون: الخالق لم يزك والغفور لم يزل، وكذلك يقولون في صفات الفعل كلها.

وأقول: إنما قلنا: إنه سميع وبصير اثباعا وتقليدا، ولو كان الأمزإلى المفعول والقياس، لم يكن يجاوز القول بأنه عالم بالأشخاص والأصوات، وإذا كان هذا هكذا لم يلزثنا شيء مما يعارضنا به الخصوم من قولهم: أفكان

Shafi 260