261

============================================================

الفن الرابع: المقالات التي اختلف فيها أهل الملة قبل حدوث الأشخاص والأصوات سميعا بصيرا، وكيف يسمع ما ليس بموجود، وما أشبة هذه المطاعن، لأنها قيل: اتباعا وتسليما لا يقاس ولا يجري، بل إنما يقال حيث قيل.

القول في الصادق: قال الجمهور من أهل التوحيد: إن قولنا: صادق من صفات الفعل. / (1/52) وسمعث عبد الله بن مصعب بن بشر يحكي عن أبي جعفر محمد بن علي المكي أنه كان يقول: لم يزل الله صادقا، أراد نفي الكذب عنه.

القول في مالك: قال قوثم: إنه من صفات الذات، وإن معناه: قادر، قال: فهو مالكك لما يوجد، أي قادر على أن يوجده، ومالك لما وجد، أي قادر على تصريفه واعدامه إن كان مما يجوز آن يوصف أو يقصد إلى إعدامه.

وقال قوم: بل هو من صفات الفعل، ولن يكون مالك إلا لمملوك، كما لا يكون خالق إلا لمخلوق.

القول في القدرة على الظلم: قال إبراهيم النظام وأصحابه جميعا وعلي الأسواري وغيره: إنه محال أن يوصف الله بالقدرة على الظلم والكذب، أو على ترك الإصلاح من الأفعال ما ليس بأصلح، وقد يقدر عندهم على ترك ذلك إلى أمثال الله لا نهاية لها مقا يقوم مقامه، واعتلوا في ذلك، لأن هذه الأشياء لا تكون إلا عن حاجة ونقصي، فلما استحال وصفه بالقدرة عليها، لأن القدرة لا تقع إلا على ما خرج من

Shafi 261