فإنه بحسب هذه الأصناف من الاختلاف وإن كان المبصر متشابه اللون قد يرى بعض أجزائه كدرة اللون وبعضها أبين لونا وأصفى، وكذلك يرى بعضها ناتئا وبعضها منخفضا، ولهذا اقتدوا المزوقون فصاروا إذا أرادوا أن يزوقوا فى مسطح واحد غير مساو جعلوا بعضها مضيئا وبعضها مظلا، وذلك أن بهذه الحال يظهر بعضه ناتئا وبعضه منخفضا، فالناتئة هى الكثيرة الضياء والمنخفضة المظللة
فلما كان الإبصار بهذه الحال يكون لا بالانفعال واستحالة الجسم الذى فيما بين البصر والمبصر انحل الشك الذى شك فيه فقالوا كيف يكون المتواجهان والمتقابلان على القطر أن ينظر أحدهما إلى صاحبه، وذلك أن الهواء فيما بينهما يظن به أنه يقبل الألوان المتضادة عند تلاقى الألوان أعنى عند تقاطع شعاعات مبصرى المتقابلين، وليس إنما ينحل هذا الشك بأن الهواء يتلون لكن بأن لون المبصر يظهر على استقامة من المبصر بإضافته إلى الهواء، وذلك أنه ليس يمنع مانع من أن يكون شىء واحد بعينه لا يحفظ نسبة واحدة بعينها إلى أشياء مختلفة كما ليس يمنع مانع من أن يكون نصفا لشىء وضعفا لغيره
Shafi 161