وقد يظهر أيضا ألوان ما فى المشف الذى فيما بين المبصرات والبصر من قبل أنه يقبل الصور ويخدمها، من ذلك أنه ربما يتلون بألوان الأجسام القريبة منه 〈فهو قمرى وأرجوانى〉 إن كانت ألوانها قمرية وأرجوانية من قبل أن الألوان تنفذ فى الهواء إلا ما ترى فى مواضعها
وأيضا من الألوان ما هى أقل إشراقا ومنها ما هى أكثر إشراقا وتحرك البصر تحريكا أشد، وأيضا فإن المبصرات يختلف منظرها بحسب اختلافها فى أنوارها واختلاف الضوء وبحسب وضعها عند الناظر إليها وجميع الضوء، واللون الواحد بعينه يرى من قرب ومن بعد مختلفا، وذلك أن الأبيض الذى هو من قرب ليس يرى على مثال ما يرى الأبيض من بعد، فبحسب هذه الاختلافات يدرك البصر الأشكال المبصر، وذلك أنه يميز الإحاطة الخارجة بالمبصرات بحسب اختلاف لون المبصر عند المحيط، ولذلك صارت الأشياء الشبيهة فى اللون بالمحيط يصعب إدراكها بالبصر أو تكون لا تبصر بذاتها
فأما البسيط الذى فيما بين الإحاطة الخارجة إذا كان شبيها فى اللون بالمحيط مسطحا فإن البصر إذا تحرك عن اللون يراه على مثال واحد، فإن لم يكن الذى فيما بين الإحاطة مسطحا بل مختلفا أو غير متشابه فى اللون فإن إدراك البصر له يكون بحسب اختلاف ألوانه، وذلك أن الضوء ليس يقع على جميع أجزاء الجسم المختلف على مثال واحد لأن بعضها مقعر وبعضها محدودب، ومنها ما يقع عليه الضياء على جانب ومنها على المحاذاة
Shafi 159