وقد مكث خمس ليال يعاني من البحر، ما هو أمر من الصبر، وأشد حرارة من الجمر، ثم قذفته الأمواج في اليوم السادس، إلى المينا المعروفة بابن قادس،
1
وكان ذلك في أول ليلة من شهر الصيام، وقد وصل إلى البر والناس نيام، فوقع طريحا على الغبرا، وكاد ينتقل من الدنيا إلى الأخرى، ولسان حاله يتمثل، بقول من أحسن في شعره وتجمل:
أنوح على دهر مضى بنضارة
إذ العيش حلو والزمان موات
وأبكي زمانا صالحا قد فقدته
فقطع قلبي منه بالزفرات
أيا زمنا ولى على رغم أهله
ألا عد كما قد كنت مذ سنوات
تمطى علي الدهر في متن قوسه
Shafi da ba'a sani ba