Corpuscule
اتخذت الفكرة العلمية عن الذرة، التي لعبت خلال القرن التاسع عشر دورا متزايدا في الكيمياء، صورة جديدة بفضل جهود علماء الطبيعة. والحق أن فكرة الذرة قد فرضت نفسها على تفسير الظواهر الكهربية، وأدت إلى فكرة الجسميات الكهربية.
فلنستعرض إذن مختلف الجسيمات التي اهتدى إليها العلم المعاصر، وبذلك نقدم عرضا موجزا «للفلسفة الجسمية» الجديدة.
الإلكترون: يبعث انطلاق الشحنات الكهربية في الفراغ أشعة سلبية، وفي أواخر القرن التاسع عشر أثبت علماء عديدون، ومن بينهم «جان بيران» أن هذه الأشعة هي انبعاثات من جسيمات محملة بشحنات كهربية سالبة. وسميت هذه الجسيمات باسم «الإلكترونات». وعن طريق فكرة الإلكترون تم إدخال فكرة الذرة في الكهرباء، ولقد أمكن تحديد كتلة هذا الجسيم الكهربي وشحنته بدقة، وسوف تسنح لنا خلال هذا الفصل فرص توضيح أهمية هذا الجسيم، وإدراك ما يؤديه من دور في تقدم النظريات (الكيمياء الإلكترونية، الميكانيكا التموجية)، وكذلك في أشد المستحدثات العلمية تباينا (كالخلايا الضوئية الكهربية، وصمامات المذياع، والتليفزيون، والآلات الحاسبة). ولا شك في أن العلم المعاصر المعروف باسم السيبرنطيقا
Cybernétique ، ما كان ليوجد لولا العلم الإلكتروني. وهكذا أثبت الإلكترون وجوده بالفعل في ميدان الصناعة، وهذا ما يتضح للمرء جليا إذا اطلع على مؤلف كتبه أحد المهندسين واسمه زلبشتين
Zelbstein ، وهو التطبيقات الصناعية للمقاييس الإلكترونية».
2
ولكن، لنعد إلى عرض الجسيمات الجديدة في علم الطبيعة واحدا بعد آخر.
البروتون: لم يستغرق العلم زمنا طويلا في البرهنة على أن الإلكترونية جسيم يدخل في تركيب المادة، فكل الذرات الكيميائية تحتوي على إلكترونات، ولكن الذرات الكيميائية متعادلة من الوجهة الكهربية، فلا بد إذن أن هناك جسيما آخر «يعوض» الطابع السلبي للإلكترون، ذلك الجسيم الآخر المشحون بطاقة موجبة هو البروتون.
ولقد كان يظن أولا أن البروتونات هي المكونات الحقيقية لكل الذرات الكيمائية، وهذا ما يعبر عنه بالقول بأن المادة ذات طبيعة كهربية في أساسها.
Shafi da ba'a sani ba