ومع ذلك، فالتكيف يمكن أن يفهم بمعنيين مختلفين (1)
بمعنى الغائية: بل بمعنى «العناية الإلهية»، إذ إن الكائنات الحية قد أصبحت قادرة على الانتفاع من البيئة بفضل الطبيعة أو الله، ولكن لامارك، الذي كان من فلاسفة دائرة المعارف، لا يقبل هذا التفسير. (2)
والمعنى الثاني هو معنى «العلية». فالطبيعة قد أثرت في الكائنات الحية لكي تجعلها متلائمة معها، أو على الأصح، سلكت الكائنات الحية مسلكا يكفل لها الانتفاع بالبيئة (بأن تعوم بدلا من أن تسير مثلا) ونتج عن ذلك أن نمت أو ضمرت لديها أعضاء معينة، بتأثير التعود، أو بتأثير عدم التدريب.
مثال الزرافة: وهاك مثالا دقيقا؛ فالزرافة (
comelo pardalis ) تحيا في بيئات تجبرها فيها الأرض التي تكاد تكون مجدبة وخالية من العشب دائما على قضم أوراق الأشجار، وعلى محاولة الوصول إليها باستمرار، ونتج عن هذه العادة التي استمرت لدى كل أفراد جنس الزراف زمنا طويلا، أن أصبحت رجلاها الأماميتان أطول من الخلفيتين، وطالت رقبتها إلى حد أنها تستطيع، دون الوقوف على رجليها الخلفيتين، أن ترفع رأسها وتصل إلى ارتفاع ستة أمتار (حوالي عشرين قدما).
23
وراثة الصفات المكتسبة: ولكي يكمل التفسير، يجب التسليم بأن كل زيادة أو ضمور في الأعضاء تنقل بالوراثة (وهذا ما يسمى بوراثة الصفات المكتسبة).
تلك هي آراء لامارك الأساسية: اتصال الكائنات العضوية في السلسلة، والتكيف بالبيئة باستخدام الأعضاء أو عدم استخدامها، ووراثة الصفات المكتسبة.
كوب
cope : وقد ترددت هذه الآراء لدى «أتباع لامارك المحدثين» أي لدى أتباع مذهب التحول الذين اتخذوا مذهب لامارك مصدر وحي لهم بعده بخمسين عاما، ومنهم العالم الأمريكي كوب
Shafi da ba'a sani ba