Mantiq Ishraqi a Wurin Suhrawardi
المنطق الإشراقي عند السهروردي المقتول
Nau'ikan
16 (2) رسالة التلويحات اللوحية والعرشية
يذكر السهروردي أن غرضه فيها إنما هو بسط تعليم أرسطو دون التفات إلى شروح الفلاسفة المشائين الشائعة، فهو يقول: «هذا هو الشروع في علم ما بعد الطبيعة من التلويحات اللوحية، والعرشية، لم ألتفت فيها إلى المشهور من مذاهب المشائين، بل أنقح فيها ما استطعت، وأذكر لب قواعد المعلم الأول.»
17
ثم يبدأ السهروردي بمناقشة مقولات المنطق الأرسطي غير متقيد بمقتضيات هذا التعليم الشائع؛ وذلك لأن المقولات ليست مأخوذة في عرفه عن المعلم الأول، بل عن شخص فيثاغوري يقال له أرخوطس.
18
ولم يكتف السهروردي بهذا، بل يبحث بعد ذلك في مفاهيم الكلي والجزئي، المتناهي واللامتناهي، الحقيقي والذهني، ويعرض في هذه الرسالة لمشكلة مهمة هي قضية الماهية والوجود،
19
وهي من مخلفات «ابن سينا» التي عارضها السهروردي بعض المعارضة، فكان موقفه منها أنه لا يجوز أن يقال الوجود في الأعيان زائد عن الماهية؛ لأننا عقلناه دونه، فإن الوجود أيضا كوجود العنقاء فهمناه من حيث هو كذا أو لم نعلم أنه موجود في الأعيان، وإذن فكل منهما للآخر يعد صورة واضحة حصولا في الذهن. أما الأشياء الحاصلة فعلا فإن الوجود والماهية هما شيء واحد؛ وذلك لأن العقل لا يبتني أية ثنائية في الأشياء الموجودة، بل يدرك وحدة الوجود إلى الماهية ليست ما يظن البعض نسبة المحمول إلى الموضوع؛ لأنه بناء على هذا الافتراض يجوز أن توجد الماهية قبل الوجود أو بعده أو معه، بحيث لا يوجد الكائن الجزئي بحكم الوجود الذي يقرر ماهيته، بل الاستقلال أو بإزائه، وكل ذلك محال.
20 (3) رسالة المقاومات
في هذه الرسالة يسير السهروردي على نهج التلويحات، وفي هذا يقول: هذا (يعني المقاومات) مختصر يجري من كتابي الموسوم بالتلويحات مجرى اللواحق، وفيه إصلاح ما يحتاج إلى إصلاحه مما كان الأولون يرسلون إرسالا ولم يتيسر إيراده في التلويحات أشده إيجازها، فلم يكن يلائمها ما يحتاج إلى أقل بسط، والإيجاز في مواقع تدارك السهو في العظيمات لا يفيد؛ فأوردناه مضمونا إليه نكتا مشهورة، وسميته «المقاومات».
Shafi da ba'a sani ba