Mantiq Ishraqi a Wurin Suhrawardi
المنطق الإشراقي عند السهروردي المقتول
Nau'ikan
36
ويقول أيضا: «إن كفته سلامة القريحة في معرفة حجة قياسية فليقنع بذلك في جميع المطالب العلمية، فلا يحتاج إلى تطويل في قياس الخلف. ولكن عن التطويل في مثل هذه الأشياء استغناء.»
37
تلك هي الإضافات التي أضافها السهروردي للمنطق الأرسطي، وهي تعتبر من أعمق المحاولات في تاريخ المنطق العربي، والتي بدأت تنضج ثمارها اليانعة لدى «عبد الحق بن سبعين»؛
38 ⋆
حيث حاول وضع منطق إشراقي، شأنه شأن السهروردي. هذا المنطق يحل محل المنطق الأرسطي الذي يقوم على تصور الكثرة، كما أن هذا المنطق، على حد تعبير أستاذنا الدكتور «أبو الوفا التفتازاني» رحمه الله، يمكن أن يسمى بمنطق المحقق عند «ابن سبعين»، وهو منطق ليس من جنس ما يكتب بالنظر العقلي، وإنما من قبيل النفحات الإلهية التي يبصر بها الإنسان ما لم يبصر، ويعلم ما لم يعلم، فهو إذن منطق ذوقي أو إشراقي لا يقوم على التجربة والاستقراء، وإنما يقوم على أساس الفطرة والمشاهدة.
39
ويخصص «ابن سبعين» لهذا الغرض قسما طويلا من كتابه «بد العارف» على نحو ما صنع السهروردي في «حكمة الإشراق»، وأغلب الظن أنه متأثر به في هذا الصدد. ومباحث هذا المنطق الجديد على حد قول ابن سبعين: «لا يمكن تصورها إلا بالمرشد، ولا تنالها النفوس بالجهد ولا بالتجلد، بل بالنفحات الإلهية، حتى يبصر (الإنسان) ما لم يبصر، ويعلم ما لم يعلم، وتظهر أشياء لا من جنس ما يكتسب.»
40
وهذا يذكرنا بما قاله السهروردي: بأنه «لم يحصل لي أولا بالفكر، بل كان حصوله بأمر آخر، ثم طلبت الحجة عليه حتى لو قطعت النظر عن الحجة ما كان يشككني فيه مشكك.»
Shafi da ba'a sani ba