واعلما أنه يجب عليكما طهارة القلب من الشوائب المشينة، والسرائر الماحقة، والنوايا الخاسرة، ويجب طهارة اللسان من الأقوال البذيئة، والألفاظ الفاحشة، ويجب نظافة الفم من الأوساخ، فإنه طريق ذكر الله تعالى، ويجب طهارة المطعم والملبس والمشرب والبدن والموضع، كما يجب الوضوء الكامل الشرعي؛ لأنه لا صلاة لمن لا وضوء له.
فأخلصا العبادة لله الواحد الأحد، وأخلصا القول والعمل له وحده لا شريك له، وامتثلا أمر الله واستجيبا لداعي الله تعالى، ولداعي رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا تستعجلا الإجابة، ولا تقولا: دعوت فلم يستجب لي، فإن ذلك من دواعي عدم الإجابة، ودواعي الخسران، وفساد الأعمال، عنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((يستجاب لأحدكم مالم يعجل ، يقول: دعوت فلم يستجب لي)).
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم ((لا يزال العبد بخير ما لم يستعجل )) قالوا: وكيف يستعجل؟ قال: ((يقول: قد دعوت ربي فلم يستجب لي)).
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم ((لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم، أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل)) قيل: يا رسول الله، وما الاستعجال؟ قال: ((يقول: قد دعوت فلم أره يستجاب لي، فيستحسر عند ذلك، ويدع الدعاء))
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم ((ما من مسلم يدعو الله عزوجل بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث خصال، إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الأخرى، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها)) قالوا: إذا نكثر، قال: ((الله أكثر)).
Shafi 46