============================================================
ومع هذا فعندهم من الأموال ما لا تقبل إليها الأفكار ولا تهتدي لها الأسرار. والمصلحة التامة أخذها منهم، وقد فعل ذلك عمر رضي الله عنه بالصحابة وفيه أسوة، شاطرهم أموالهم، وحاشا الصحابة رضي الله عنهم من الخيانة، وإنما حجته في ذلك أنهم انتفعوا في أموالهم بجاه المسلمين، فأخذ نصف أموالهم كما فعل مع ولديه في القراض.
قال العلماء: هذا إنما يفعل في من كان له مال قبل التوليه.ا أما من كان فقيرا، فيؤخذ ماله كله.
فانتفاع المسلمين بها خير من بقائها مع هذه الطائفة الخائنة يتخذونها نواء لأهل الإسلام، ويكنزونها لتربص الدوائر.
فأخذ أموالهم إضعاف لهم وكسرا لشهوتهم(1) وإذلالا لكلمتهم مع ما فيه من استغناء المسلمين بأموالهم، وسرور الموحدين بإذلالهم، وأمن عاقبتهم من القيام والخروج على أهل الدولة من جهة أن أكثر الناس عبيد الدنانير والدراهم، يتبعون من كانت عنده، فإذا أخذت أموالهم حسم هذا الداء وانسد هذا الباب.
فسأل الله العظيم أن يوقظ قلب مليكنا لهذه الشدة فيزيلها عن الاسلام(2) [159أ) ولهذه الغمة يريح منها الأنام، فهوم الملك الذي نصر الله به الدين ، وأعز به المسلمين، وأذل به الكافرين، وغرس محبته في قلوب ال الناس أجمعين، لما حصل لهم بعميمون طلعته من إفاضة الخيرات على الرعايا وذوي الحاجات وتخفيف المظالم عن الخخلق وإجهاد نفسه في الجهاد في سبيل (1) هذا إذا تيقن ولي الأمر إنما هو مال جمع عن غير الطريق السليم أما إن كان من الطرق المشروعة فلا مهما كثر.
(2) في المخطوط: الإسلا، بنقصان الميم في آخر الكلمة وهو سهو من الناسخ
Shafi 173