============================================================
ال غيره عن الإنكار ، وحاملا للنصراني على العتو والاستكبار، وأهل الدولة(1) عن هذه المفاسد مغرضون، وعما ينال أهل الاسلام غافلون أو متغافلون فالعجب أنهم يقاتلون الأعداء على مسيرة الشهر ويمكنون في بلادهم فضاقت لذلك صدور الموحدين، واشتد بلاؤهم، وعنظمت مصبيتهم وقوى ضررهم [5اب] واشتدت البلية، وأهين أهل الملة المحمدية(2)، ومن أعدائهم شر البرية.
ولا عجب من هذا فحقيق بالعدو إذا ظفر بعدوه أن يذيقه من النكال ما لا يخطر له ببال.
وخشيت أن يغضب الله تعالى لأوليائه فيظهر الانتقام ممن يمكنهم وينزل العقوبة بمن حكمهم، فحملتني الشفقة على المسلمين والنصح لطوائف الموحدين، أن أبذل هم النصح، ورجوت في زوال هذه الشدة النجحا فالنصيحة سنة المرسلين، وطريقة الصحابة والتابعين، والعلماء والصالحين.
قال الله تعالى إخبارا عن صالح عليه السلام: ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين) (3).
وقال تعالى إخبارا عن شعيب عليه السلام: ونصحت لكم فكيف اسى على قوم كافرين)(4).
وقال تعالى إخبارا عن نوح عليه السلام: ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم) (5).
(1) يريد الأمراء، والوزراء، وأهل الحل والعقد في ديار المسلمين.ا (2) الأولى أن يقول الشريعة الإسلامية أو ما شبه ذلك فليست هذه عبارة محببه ويمكن أن يقال أمة محمد صلى الله عليه وسلم. والله أعلم.ا (3) سورة الأعراف (الآية: 79) .
(4) سورة الأعراف (الآية: 93) .
(5) سورة هود (الآية: 34) .
Shafi 11