============================================================
الباب الأول في النصيحة وحقيقتها ووجوبها(1)] اعلم أيدك الله تعالى أن مما ظهر في الأرض من الفساد، وغدت به قلائد المذلة في رقاب العباد، وخشى من أجله زوال النعم، وحلول النق وخراب البلاد، وهلاك العباد استيلاء النصارى على المسلمين أوليا العالمين، يتحكمون فيهم ويتكبرون عليهم، ويطعنون في دينهم ويظهرون العزة والأنفة عليهم ويضربونهم ويسبونهم ويفسقون بحرمهم ويفعلون أفعالا قبيحة منكرة ، وتملكوا البلاد بلطيف الحيلة، وشدة الخديعة والمكر فلا يخرج مرسوم في الغالب إلا بأمرهم، ولا يصدر حكم إلا عن رأيهم، فهم الملوك في المعنى وكلمتهم كلمة واحدة، يتعاونون على أذى المسلمين وإهانتهم ويسومونهم (...(2)) ويطؤنهم بالعنف،شفدورهم من الممنين، بإهداء الأذية إليهم بكل ممكن، ويتقوون بالجناية في أموالهم على الفسق في حرمهم، فقد تملكوا المال والحريم، ويتعرضون لحرم المسلمين في ال الطرقات، فلا يقدر على الإنكار، فإن قوى قلب أحد على الإنكار، بعت اليه النصراني من يسحبه إلى بيت أميره أو إلى شونته ينال منه ما يريد، أو يدخل النصراني على أميره فيقول: يا مولانا، الإنسان يكون عند يهودي ترم لأجله، فكيف بمولاناة أهاني فلان وضربني وحرمي من حرمتك.
فهذا إنما اهتضم حق الأمير، فيبعث ذلك الأمير للمسلم من يسحبه ويضربه .
والأمير لا يعلم ما ينال المسلمين، من عدو الله، فيكون ذلك وازعا (1) ما بين المعقوفين زيادة من المحقق وليست في المخطوط، وقد أخذها من ابواب الكتاب السابق ذكرها، والي التزم بها المؤلف في الأبواب التالية هذا الباب فربما تكون قد سقطت العنونة هنا من الناسخ والله تعالى أعلم (2) موضع النقط كلمة في المخطوط هذا رسمها (الخسف) 35
Shafi 10