بالغيث لِأَن للغيث وقتا مَعْلُوما وسياسة الْملك دائمة لَا حد لَهَا وَلَا وَقت
والرعية فِي تبَاين أوصافها كنبت الأَرْض فَمِنْهُ الطّيب المثمر وَمِنْه الْخَبيث الْقَاتِل فَمن كَانَ مِنْهُ طيبا فَإِنَّهُ لَا تزكي أُصُوله فِي أرضه وَلَا تنمى فروعه إِذا جاوره الْخَبيث فِيهَا لَان الْخَبيث يسْبق إِلَى مَا دونه فِي الْقَرار فَيَشْرَبهَا ويكثف فروعه فِي الفضاء فَلَا يصل إِلَيْهِ حَظه من النسيم فَإِذا أصلحت الأَرْض فأسدها وَأخرج مَا فِيهَا من النبت الْخَبيث انْتَعش نبتها الطّيب وقوى أَصله ونما فَرعه وطاب ثمره وَكَذَلِكَ الرّعية لما جاور الْخَبيث طيبها افْتَقَرت ضَرُورَة إِلَى ملك يصلح فاسدها ويقمع صائلها وَيكسر شَوْكَة أهل التَّعَدِّي عَلَيْهَا لتنتعش أحوالها وتزكي أموالها وَيكثر خَيرهَا وَتصْلح
1 / 166