Manhaj Fi Fikr Carabi Mucasir
المنهج في الفكر العربي المعاصر: من فوضى التأسيس إلى الانتظام المنهجي
Nau'ikan
يرغم الباحث أن يتجرد من «ذاتيته وخصوصيته الحضارية بل والإنسانية، ومن عواطفه وحواسه وحسه الخلقي وكليته الإنسانية، بحيث يمكنه أن يسجل ويصف بحياد شديد لدرجة تموت معها الأشياء، ويتشيأ الإنسان، ويرصد من الخارج كما ترصد الأشياء»؛
164
ولهذا تستبعد الموضوعية فكرة المعنى وتقرأ الألفاظ.
ويبرر الجابري هذا الالتزام بالموضوعية في التحليل بأن المكتسبات المنهجية للعلوم الألسنية المعاصرة - البنيوية - تقدم لنا طريقة في التعامل الموضوعي مع النصوص التي يلخصها في هذه القاعدة «يجب تجنب قراءة المعنى قبل قراءة الألفاظ (...) والتحرر من الفهم الذي تؤسسه المسبقات التراثية أو الرغبات الحاضرة، يجب وضع كل ذلك (المسبقات والرغبات) بين قوسين، والانصراف إلى مهمة واحدة وهي استخلاص معنى النص من ذات النص نفسه، أي من خلال العلاقات القائمة بين أجزائه.»
165
واتخذت هذه الموضوعية عنده مستويين من العلاقة:
المستوى الأول:
مستوى العلاقة الذاهبة من الذات إلى الموضوع، وتعني فصل الموضوع عن الذات.
المستوى الثاني:
مستوى العلاقة الذاهبة من الموضوع إلى الذات، وتعنى فصل الذات عن الموضوع.
Shafi da ba'a sani ba