439

Littafin Manazir

كتاب المناظر

Nau'ikan

[208] وكذلك إذا أدرك البصر جدارا بعضه نقي البياض وبعضه ترابي اللون، وكان على ذلك الجدار ضوء النار في ظلمة الليل، وكان في وجه ذلك الجدار دخان أو غبار قوي، فإن البصر ربما ظن بالموضع الترابي اللون من الجدار أنه ظل مع إشراق الضوء عليه كإشراقه على الموضع النقي البياض. وإذا ظن البصر بالوضع الذي لا ظل فيه أنه مستظل فهو غالط فيما يدركه من استظلاله.

[209] وكذلك إذا أدرك البصر جدارا من وراء الدخان أو الغبار، وكان في ذلك الجدار مواضع سود، فإن البصر ربما ظن بتلك المواضع السود أنها ثقوب، وأن السواد الذي يظهر فيها إنم|ا هو ظلمة تلك الثقوب، فيكون غالطا فيما يدركه من الظلمة.

[210] والغلط في الخشونة وفي الملاسة وفي الشفيف والكثافة وفي الظل والظلمة هي أغلاط في القياس لأن هذه المعاني تدرك بالقياس. وعلة هذه الأغلاط على الصفة التي وصفناها هى خروج شفيف الهواء المتوسط بين البصر والمبصر عن عرض الاعتدال، لأن المبصرات التي وصفناها إذا كانت في هواء نقي صافي الشفيف فإن البصر يدرك جميع المعاني التي فيها على ما هي عليه، إذا كانت المعاني الباقية التي في هذه المبصرات في عرض الاعتدال.

.يو. .يط.

Shafi 502