408

Littafin Manazir

كتاب المناظر

Nau'ikan

[121] وقد يعرض الغلط في الظل أيضا من أجل خروج الضوء الذي في المبصر عن عرض الاعتدال. وذلك أنه إذا كان في بيت من البيوت حائط، وكان بعض ذلك الحائط أبيض أو ذا لون مسفر وكان بعضه أسود أو ذا لون مظلم، وكان الفصل الذي بين جزءي الحائط الذي بهذه الصفة ممتدا في ارتفاع الحائط وذلك يكون في الحيطان التي توقد النار في فنائها دائما فيسود بعضها بالدخان. وإذا كان الحائط الذي بهذه الصفة في صدر بيت وكان باب البيت مقابلا لذلك الحائط، وكان خارج البيت سراج في ظلمة الليل وكان السراج مقابلا لباب البيت وبعيدا عنه، ودخل ضوء السراج من باب البيت وأشرق على ذلك الحائط من بعد، وحصل الضوء على بعض الجزء الأبيض وبعض الجزء الأسود، وكان الضوء ضعيفا من أجل بعد السراج، ونظر البصر إلى ذلك الحائط الذي بهذه الصفة، فإنه ربما ظن بالجزء الأسود الذي عليه الضوء أنه ظل إذا لم يكن قد تقدم علم الناظر بسواد ذلك الموضع. وذلك لأن الحائط المقابل لباب البيت قد جرت العادة أن يستظل بالحاط المقابل له الذي فيه باب البيت، وإذا كان الضوء الذي على الحائط ضعيفا فليس يتميز للبصر السواد من الظلمة، وخاصة إذا كان الجزء من الحائط المجاور هذا الجزء أبيض أو مسفر اللون. والبصر من شأنه أن يشبه ما يدركه في الحال مهما قد أدركه من أمثاله من قبل، فلذلك ربما ظن بالحائط الأسود والمظلم اللون المجاور للموضع الأبيض والمسفر اللون أنه مستظل، مع إشراق ضوء السراج عليه، إذا كان الضوء ضعيفا. وإذا أدرك البصر الجسم المضيء الذي لا ظل عليه مستظلا فهو غالط فيما يدركه من الظل.

[122] وكذلك إذا أدرك البصر في سواد الليل حائطا أبيض، وكان في ذلك الحائط مواضع سود، وكان علي ذلك الحائط ضوء خفي من ضوء مصباح، فإنه ربما ظن بالواضع السود التي يدركها في ذلك الحائط أنها كوى وثقوب، وأن السواد الذي يظهر فيها هو ظلمة تلك الثقوب.

Shafi 471