[115] وإذا ظن البصر بالأجسام المتفرقة والمتماسة أنها جسم واحد متصل فهو غالط فيما يدركه من اتصالها وغالط في عددها. والغلط في التفرق وفي الاتصال وفي العدد هو غلط في القياس لأن التفرق والاتصال والعدد إنما يدرك بالقياس. وعلة هذه الأغلاط هو خروج الضوء الذي في هذه المبصرات عن عرض الاعتدال بالإفراط في النقصان وفي الزيادة،لأن المبصرات التي وصفناها إذا كان الضوءالذي عليها معتدلا فإن البصر يدرك التفرق الذي فيها، ويدرك اتصال المتصل منها، ويدرك عددها، ويدرك جميع المعاني التي فيها على ما هي عليه، ولا يعرض له الغلط في شي ء منها، إذا كانت المعاني الباقية التي في هذه المبصرات التي بها يتم إدراك المبصرات على ما هي عليه في عرض الاعتدال.
.ح.
Shafi 468