394

Littafin Manazir

كتاب المناظر

Nau'ikan

[89] وقد يعرض الغلط في الشفيف أيضا وفي الكثافة من أجل خروج وضع المبصر عن عرض الاعتدال. وذلك ن الأواني المشفة إذا كان فيها شراب قوي اللون ولم يكن وراعها ضوء قوي فإن الأواني والشراب الذي فيها تظهر كثيفة ولا يظهرللبصرشيء من شفيفها. وإذا استشف الناظرأيضا إناء من هذه الأواني وقابل به الضوء القوي، فإنه إن كان الضوء القوي الذي وراءه خرج إليه على خطوط قائمة على سطحه على زوايا قائمة فإن الضوء ينفذ فيه ويظهر شفيفه ظهورا بينا. وإن كان الضوء الذي وراءه مائلا عنه وكان إشراقه على الاناء من سموت خطوط مائلة عليه فإن الضوء إما أن لا يظهر من ورائه وإما أن يظهر ظهورا ضعيفا. وإذا أدرك البصر مبصرا من هذه المبصرات على هذه الصفة وكان الضوء الذي يظهر من ورائه مائلا عليه فإنه يدرك شفيفه أقل من شفيفه الحقيقي. وإذا أدرك البصر شفيف الجسم المشف أقل من شفيفه الحقيقي فهو غالط في شفيفه.

[90] وإذا استشف الناظر اناء من هذه الأواني ولم يكن الضوء الذي وراءه بكل القوي، وكان مع ذلك مائلا عنه ميلا متفاوتا، فليس يظهر الضوء من وراه في أكثر الأحوال. وإذا لم يظهر الضوء من ورائه فليس يدرك البصر شفيف ما هذه صفته وليس يدركه إلا كثيفا. فإن لم يكن قد تقدم علم الناظر بشفيف ما في ذلك الاناء من الشراب فإنه ليس يشك في كثافته فيظنه بعض الأجسام السيالة التي ليس فيها شفيف إذا لم يكن قد سبق علمه بأنه شراب.

[91] وإذا أدرك البصر الشراب المشف كثيفا فهو غالط في كثافته. وهذان الغلطان اللذان في الشفيف والكثافة جميعا هما غلطان في القياس لأن الشفيف والكثافة يدركان بالقياس. وعلة هذين الغلطين هو خروج و|ضع المبصر عن عرض الاعتدال، لأن المبصرات التي بهذه الصفة إذا كان وراءها ضوء قوي وكان إشراق ذلك الضوء عليها على سموت خطوط هي أعمدة على سطوحها، وعلى خطوط قريبة من الأعمدة ومالة عليها ميلاا ليس بالتفاوت، فإن البصر يدرك شفيفها على ما هي عليه. والوضع المعتدل لهذه المبصرات الذي يدرك منه شفيف هذه المبصرات على ما هو عليه هو الوضع الذي يكون فيه الجسم من هذه الأجسام متوسطا بين البصر وبين الضوء، ويكون الضوء الذي ينفذ فيه ويظهر من ورائه خارجا إليه على سموت خطوط قائمة على سطحه وما يحيط بهذه الخطوط مما هومائل عنه ميلا يسيرا. والوضع الذي بخلاف هذه الصفة هو وضع خارج عن الاعتدال في إدراك شفيف هذه المبصرات.

.يد.

Shafi 457