.د.
[71] وقد يعرض الغلط في العظم من أجل خروج وضع المبصر عن عرض الاعتدال على وجه أخر أيضا. وذلك أن البصر إذا أدرك أشخاصا قائمة على وجه الأرض، وكانت تلك الأشخاص متساوية ومتتالية وعلى سمت واحد، وكان البصر على سمتها وكان أرفع منها في السمك، فإن البصر إذا أدرك تلك الأشخاص، ولم يكن أدركها من قبل ذلك الوقت ولا يحقق مقاديرها، ولم يكن تقدم علم الناظر بتساويها، فإن البصر يدركها في الحال مختلفة المقادير، ويدرك كل واحد منها أعظم من الذي قبله، ويدرك أبعدها أعظمها. لأن البصر إذا كان أرفع من الأشخاص القامة وكانت الأشخاص على سمت واحد، وكان البصر على سمتها، وكانت الأشخاص متساوية، فإن كل واحد منها يستر بعض الشخص الذي وراءه، ويكون خط الشعاع الذي يمتد إلى طرف الشخص الثاني أرفع من خط الشعاع الذي يمتد إلى طرف الشخص الأول. وكذلك خط الشعاع الذي يمتد إلى طرف الشخص الثالث يكون رفع من خط الشعاع الذي يمتد إلى طرف الشخص الثاني. وقد تبين فيما تقدم أن البصر يدرك سموت خطوط الشعاع، فإذا أدرك البصر الأشخاص التي بهذه الصفة فإنه يظن بالمتأخر منها أنه رفع من المتقدم. والمألوف من الأشخاص القائمة على وجه الأرض إذا كانت مختلفة أن الأعظم منها يكون أرفع من الأصغر. فإذا أدرك البصر الأشخاص القائمة على وجه الأرض على الوضع الذي وصفناه، ووجد بعضها في الحس أرفع من بعض، ولم يتقدم علمه بتساويها فإنه يظن بالرفع منها أنه أعظم، وإن كانت أبعادها من الأبعاد المعتدلة.
Shafi 448