383

Littafin Manazir

كتاب المناظر

Nau'ikan

[65] وقد يعرض الغلط في وضع المبصر أيضا من< أجل >خروج وضعه عن عرض الاعتدال. وذلك أن المبصر إذا كان صغير الحجم، وكان خارجا عن سهم الشعاع وبعيدا عن السهم، وكان البصر مع ذلك محدقا إلى مبصرآخر وسهم الشعاع على المبصر الذي يحدق إليه، وكان سطح المبصر البعيد عن السهم مائلا عن سمت المواجهة ميلا يسيرا، أعني أن يكون سطح المبصر مائلا على الخط المتوهم الذي خرج من ذلك السطح إلى السهم المشترك ويكون عمودا عليه، ويكون ميله عن وضع هذا الخط ميلا ليس بالمتفاوت، فإن البصر ليس يدرك ميل المبصر الذي بهذه الصفة إذا كان بعيدا عن السهم وكان مع ذلك صغير الحجم، ولا يفرق البصر بين وضع المبصر المائل عن سمت المواجهة وبين المبصر الذي على سمت المواجهة إذا كان المبصر خارجا عن سهم الشعاع وبعيدا عنه وكان صغير الحجم، وذلك لأن المبصر البعيد عن سهم الشعاع ليس يدرك البصر صورته إدراكا محققا ولا يتمكن من تأمله وتمييز وضع سطوحه، وليس الخط المعترض الذي يحد سمت المواجهة موجودا عند الإبصار المألوف فيقيس البصر وضع سطح المبصر في الحال إليه. وإذا لم يتحقق البصر صورة المبصر ولم يجد أمارة ظاهرة يقيس بها وضع سطح المبصر في الحال، ولم يكن ميل المبصر في الحال عن سمت المواجهة ميلا متفاوتا، فإنه يدرك ذلك المبصر على سمت المواجهة ولا يفرق بين وضعه وبين وضع المبصرات التي يدركها على سمت المواجهة، لأن الميل اليسير في أوضاع المبصرات ليس يدركه البصر إلا مع تحقق صورة المبصر وبالتأمل المستقصى، وإذا كان البصر محدقا إلى مبصر آخر ومتأملا له فليس يدرك المبصر الخارج عن سهم الشعاع إدراكا محققا ولا يتمكن من تحققه.

.ج.

[66] وإذا أدرك البصر المبصر المال عن سمت المواجهة على سمت المواجهة ولم يفرف بينه وبين المواجهة فهو غالط في وضعه. وهذا الغلط هو غلط في القياس لأن الوضع يدرك بالقياس. وعلة هذا الغلط هو خروج وضع المبصر عن عرض الاعتدال، لأن المبصر إذا كان مقابلا لوسط البصر وكان على سهم الشعاع أو قريبا منه فإن البصر يدرك وضعه على ما هو عليه إذا كانت المعاني الباقية التي في ذلك المبصر في عرض الاعتدال.

[67] وقد يعرض الغلط في شكل المبصر أيضا من أجل خروج وضع المبصر عن عرض الاعتدال. وذلك أن المبصر المقعر المستدير الشكل، كالطاس و الكأس أو القصاع وما أشبه ذلك، إذا كان سطح استدارته مائلا على خطوط الشعاع ميلا متفاوتا، وكان أكثر جسم ذلك المبصر مستترا لا يدركه البصر، وكان ذلك المبصر خارجا عن سهم الشعاع، وكان سهم الشعاع على مبصر آخر والناظر محدق إلى ذلك المبصر الأخر، ولم يكن قد تقدم علم الناظر بمائية ذلك المبصر ولا أدرك البصر استدارة ذلك الشكل قبل ذلك الوقت، فإن البصر في حال ملاحظته للشكل المستدير المقعر الذي بهذه الصفة يدركه مستطيلا إذا كان سطح استدارته مائلا على خطوط الشعاع ميلا متفاوتا ولم يكن في غاية القرب من البصر وكان خارجا عن سهم الشعاع. وإذا لم يكن قد تقدم علم الناظر باستدارته فإنه لا يشك في استطالته.

Shafi 446