377

Littafin Manazir

كتاب المناظر

Nau'ikan

[49] وإذا أدرك البصر المبصر المشف كثيفا فهو غالط في كثافته، وهذا الغلط هو غلط في القياس لأن الكثافة إنما تدرك بالقياس. وعلة هذا الغلط إنما هو خرج بعد المبصر عن عرض الاعتدال، لأن المبصر المشف إذا كان على بعد معتدل فإن البصر يدرك شفيفه إذا كانت المعاني الباقية التي فيه في عرض الاعتدال.

.يه.

[50] وقد يعرض الغلط في الظل أيضا من أجل خروج بعد المبصر عن عرض الاعتدال. وذلك أن المبصر النقي البياض الفسيح الأقطار كالجدران البيض والمواضع من الأرض النقية البياض، إذا كان في تضاعيفها موضع أو مواضع ترابية اللون أو منكسفة اللون، وأشرق على المبصر الذي بهذه الصفة ضوء الشمس أو ضوء القمر أو ضوء النار، وأدركه البصر من بعد متفاوت، ولم يتقدم علم الناظر بذلك المبصر، فإن البصر يدرك الضوء الذي على المواضع البيض من ذلك المبصر ضوءا مشرقا ولا يشك فيه ويدرك الضوء على الأجزاء الترابية والمنكسفة الألوان منكسرا.

[51] وإذا أدرك البصر الضوء في بعض المواضع من الجدران ومن سطح الأرض منكسرا، فإنه ربما ظنه من أجل انكساره ظلا، وأن الضوء الذي في سطح ذلك الجدار أو ذلك الموضع من الأرض ليس متشابه، وخاصة إذا كان المبصر الذي بهذه الصفة فيما بين جدران وأشخاص يحتمل أن تكون تلك المواضع المنكسفة والترابية أظلالا لها. وإذا أدرك المواضع المضيئة التي لا ظل عليها مستظلة فهو غالط فيما يدركه من استظلالها. وهذا الغلط هو غلط في القياس لأن الظل يدرك بالقياس. وعلة هذا الغلط هو خروج بعد المبصر عن عرض الاعتدال، لأن المبصر الذي بهذه الصفة إذا كان على بعد معتدل فإن البصر يدرك ألوانه على ما هي عليه ويدرك الضوء الذي فيه على ما هو عليه إذا كانت المعاني الباقية التي فيه في عرض الاعتدال.

Shafi 440