[16] وذلك أن المبصر النقي البياض والمشرق اللون تظهر حقيقته من بعد أعظم من غاية البعد الذي يدرك منه حقيقة المبصر المنكسف اللون والترابي اللون المساوي لذلك المبصر في جميع المعاني الباقية التي فيه. فعرض البعد الذي فيه يدرك البصر حقيقة المبصر بالقياس إلى المبصر المنكسف اللون والترابي اللون يكون أضيق من عرض البعد بالقياس إلى المبصر النقسي البياض والمشرق اللون.
[17] وكذلك أيضا المبصر الذي ليس فيه معان لطيفة ولا أجزاء متميزة تظهر حقيقته من بعد أعظم من غاية البعد الذي تظهر منه حقيقة المبصر الذي فيه معان دقيقة وأجزاء لطيفة متميزة. فعرض البعد الذي فيه يدرك البصر حقيقة المبصر بالقياس إلى المبصر الذي فيه معان لطيفة أضيق من عرض البعد بالقياس إلى المبصر الذي ليس فيه معان لطيفة.
[18] وكذلك أيضا المبصر إذا كان مقابلا لوسط البصر وعلى سهم الشعاع، أو على ملتقى السهمين إذا كان الإبصار بالبصرين، يكون أبين منه نفسه إذا كان مائلا عن السهم وبعيدا عنه أو عن ملتقى السهمين. وإذا كان المبصر أيضا مواجها للبصر يكون أبين منه نفسه إذا كان مائلا ولم يكن مواجها للبصر كان الإبصار ببصرين أو كان الإبصار ببصر واحد. والأبين تدرك حقيقته من بعد أعظم من غاية البعد الذي تدرك منه حقيقة المبصر الذي ليس بكل البين. فعرض البعد الذي منه يدرك البصر حقيقة المبصر بالقياس إلى المبصر البعيد عن السهم والمائل على السهم وعلى خطوط الشعاع أضيق من عرض البعد بالقياس إلى المبصر المقابل لوسط البصر وعلى ملتقى السهمين، وضيق من عرض البعد بالقياس إلى المبصر المواجه للبصر.
[19] وكذلك أيضا المبصر الذي فيه ضوء قوي قد يدرك البصر حقيقته من بعد أعظم من غاية البعد الذي يدرك منه حقيقة ذلك المبصر إذا كان الضوء الذي فيه ضعيفا. فعرض البعد الذي يدرك فيه البصر حقيقة المبصر بالقياس إلى المبصر الضعيف الضوء أضيق من عرض البعد بالقياس إلى المبصر القوي الضوء.
Shafi 380