[79] فيتبين من جميع هذه الاعتبارات أن أبين المبصرات من جميع الأبعاد هو الذي يكون على سهم الشعاع، وأن ما قرب من السهم يكون أبين مما بعد، وأن المبصر البعيد عن السهم بعدا متفاوتا يكون مشتبه الصورة ولا يتحقق البصر صورته كان الإبصار ببصر واحد أو كان بالبصرين جميعا، وأن المبصر أيضا المواجه للبصر يكون من جميع الأبعاد أبين من المبصر المائل، وأنه كلا قرب وضع المبصر من المواجهة كان بين مما بعد عنها، وأن المبصر المال على خطوط الشعاع ميلا متفاوتا تكون صورته مشتبهة اشتباها شديدا ولا يتحققها البصر، كان الإبصار ببصر واحد أو كان بالبصرين جميعا، كان المبصر على السهم أو كان خارجا عن السهم
[80] فأما لم صار المائل المسرف الميل مشتبه الصورة مع اعتدال بعده ومع إدراك عظمه على ما هو عليه، ولم<صار>بالمواجه أبين من المائل، فإن ذلك لأن المائل المسرف الميل حصل صورته في سطح البصر مجتمعة من أجل ميله. لأنه إذا كان المبصر مسرف الميل كانت الزاوية التي يوترها عند مركز البصر صغيرة، وكان الجزء من البصر الذي تحصل فيه صورة ذلك المبصر أصغر بكثير من الجزء من البصر الذي حصل فيه صورته إذا كان مواجها للبصر، وتكون أجزاه الصغار توتر عند البصر زوايا غير محسوسة من أجل فرط ميلها، لأن الجزء الصغير إذا كان في غاية الميل انطبق الخطان اللذان يخرجان من مركز البصر إلى طرفيه وصارا بمنزلة الخط الواحد ولم يدرك الحاس الزاوية التي فيما بينهما ولا الجزء الذي يفصلانه من سطح البصر.
Shafi 371