228

Littafin Manazir

كتاب المناظر

Nau'ikan

[160] فمقادير أبعاد المبصرات تتميز للبصر عند تأملها وتتحقق كيفية إدراكه لمقاديرها عند تأملها. والناظر إذا أراد أن يتحقق مقدار المبصر ويتحقق مقدار بعد المبصر فإنه يتأمل البعد ويميزه وإذا تأمل البعد وميزه تميز له البعد المتيقن من البعد الملتبس على الوجه الذي تبين. فأبعاد المبصرات ليس منها شيء يتيقن مقداره إلا الأبعاد التي تسامت أجساما مرتبة متصلة وتكون مع ذلك من الأبعاد المعتدلة. والتي بهذه الصفة من الأبعاد فالبصر يدرك مقاديرها على الوجه الذي بيناه وحددناه ويتيقن مقاديرها ويحس بتبينه لمقاديرها. وما سوى ذلك من أبعاد المبصرات فليس منها شيء يتحقق مقداره بحاسة البصر، وإنما يحدس الحاس عليه حدسا ويشبهه تشبيها فيشبه بعد المبصر ببعد أمثاله من المبصرات المألوفة التي قد تيقن مقادير أبعادها. وإذا أحس البصر بالتباس صورة المبصر من أجل بعده كان شاكا في مقدار بعده مع حدسه على مقداره. فالبعد المعتدل الذي يتحقق البصرمقداره هو البعد الذي ليس يخفى عند آخره جزء له نسبة محسوسة بالقياس إلى جميع البعد. والبعد المعتدل بالقياس إلى المبصر الذي منه يدرك البصر حقيقة مقدار المبصر هو البعد المعتدل الذي ليس يخفى عند آخره جزء من المبصر له نسبة محسوسة بالقياس إلى مقدار المبصر إذا تفقد البصر ذلك الجزء منفردا. فكل مسافة يكون كل جزء من آخرها لطوله نسبة محسوسة إلى مقدار طول المسافة يدركه البصر، ولا يخفى عن البصرمن أجزاء المسافة التي عند آخرها إلا ما ليس له نسبة محسوسة إلى طول تلك المسافة، فإن تلك المسافة من الأبعاد المعتدلة. والبعد الخارج عن حد الاعتدال في العظم هو الذي يخفى عند آخره مقدار له نسبة محسوسة إلى جملة ذلك البعد ولا يدركه البصر. والبعد الخارج عن الاعتدال بالقياس إلى المبصرهو البعد الذي قد يخفى منه مقدار من ذلك المبصر له نسبة محسوسة إلى جملة ذلك المبصر، أو معنى من المعاني التي في المبصر يؤثرخفاءه في مائية ذلك المبصر.

Shafi 288