202

Littafin Manazir

كتاب المناظر

Nau'ikan

[110] فأما السطوح والخطوط والمسافات اليسيرة الميل والمواجهة للبصر فليس يدرك البصر ميلها ومواجهتها إدراكا محققا إلا ذا كانت أبعادها معتدلة، وكانت أبعادها مسامتة لأجسام مرتبة، وكان البصر يدرك تلك الأجسام ويدرك مقاديرها، ويدرك من مقادير تلك الأجسام مقادير أبعاد أطراف تلك السطوح والخطوط والمسافات، ويدرك تساوي بعدي طرفي السطح أو الخط أو المسافة أواختلافها. لأن السطوح والخطوط والمسافات المواجهة والمائلة ميلا يسيرا ليس شيء من الجهات التي تلي أطرافها يلي البصر، وإنما أطرافها المتقابلة تلي الجهات المتيامنة والجهات المتياسرة أو المتعالية أو المتسافلة أو الجهات التي فيما بين ذلك. فإن لم يدرك البصر مقادير أبعاد ما هذه حاله من السطوح والخطوط والمسافات عن البصر فليس يدرك اختلاف أبعاد أطرافها المتقابلة أو تساويها. وإذا لم يدرك اختلاف أبعاد أطرافها أوتساويها فليس يدرك ميلها ولا مواجهتها. فإذا كانت السطوح والخطوط والمسافات على أبعاد متفاوتة، وكان ميلها يسيرا فإن البصر ليس يدرك ميلها ولا يفرق بين المائل منها ميلا يسيرا وبين المواجه. لأن السطوح والخطوط والمسافات التي أبعادها متفاوتة ليس يتحقق البصر كميات أبعادها وإنما يحدس على كميات أبعادها حدسا. وإذا كانت أبعادها متفاوتة وكانت مع ذلك مائلة ميلا يسيرا كان الاختلاف الذي بين أبعاد أطرافها المتقابلة ليس له قدر بالإضافة إلى كميات أبعادها. وإذ لم يتحقق البصر مقادير أبعاد أطرافها لم يدرك الاختلاف الذي بين أبعاد أطرافها. وإذا لم يدرك الاختلاف الذي بين أبعاد أطراف السطح والخط والمسافة ظن بتلك الأبعاد أنها متساوية ولم يدرك ميل ذلك السطح أو الخط أوالمسافة. وإذا لم يدرك ميل السطح أو الخط أو المسافة ظنه مواجها. فالسطح والخطوط والمسافات التي أبعادها متفاوتة ليس يدرك البصر ميل المائل منها إذا كان ميله يسيرا. فهو يدرك جميع السطوح والخطوط والمسافات المتفاوتة البعد اليسيرة الميل كأنها مواجهة له، ولا يتحقق وضعها ولا يفرق بين المائل منها والمواجه من البعد المتفاوت، بل يدرك المائل والمواجه على صفة واحدة، كان إدراكه للواحد منها منفردا أو كان إدراكه للمائل والمواجه معا، لأنه يدرك أبعاد أطرافها المتقابلة متساوية إذا لم يحس باختلافها.

[111] وكذلك السطوح والخطوط والمسافات التي أبعادها معتدلة إذا لم تسامت أبعادها أجساما مرتبة، أو لم يدرك البصر الأجسام المسامتة لأبعادها ولم يتحقق كميات أبعادها، فليس يتحقق أوضاعها ولا يفرق بين المائل منها والمواجه، وإنما يحدس على أوضاعها حدسا، وربما ظن بما هذه صفته من السطوح والخطوط أنها مواجهة وإن كانت مائلة. وإذا كانت السطوح والخطوط والمسافات على أبعاد معتدلة وكانت أبعادها مسامتة لأجسام مرتبة وكان البصر يدرك تلك الأجسام ويدرك مقاديرها، فإن البصر يدرك مقادير أبعاد أطراف تلك السطوح والخطوط والمسافات، ويدرك تساوي ما يتساوى من أبعاد أطرافها المتقابلة واختلاف ما يختلف منها. وإذا أدرك تساوي أبعاد أطراف السطح أو الخط أو المسافة أو اختلافها أدرك مواجهة ذلك السطح أو الخط أو المسافة أو ميله إدراكا محققا.

Shafi 262