116

Manar Al-Qari Commentary on the Abridged Sahih Al-Bukhari

منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري

Mai Buga Littafi

مكتبة دار البيان،دمشق - الجمهورية العربية السورية،مكتبة المؤيد

Inda aka buga

الطائف - المملكة العربية السعودية

Nau'ikan

فالقَاتِلُ والمَقْتُولُ فِي النَّارِ" فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ هذَا الْقَاتِلُ، فَما بَالُ الْمَقْتُولِ؟ قَالَ: إِنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ".
ــ
ترجمة الراوي: هو أبو بكرة نُفَيْع - بالتصغير ابن مَسْروحٍ مولى الحارث بن كَلَدَةَ -بفتح اللام- يكنى بأبي بكرة، لأنه تدلى إلى النبي ﷺ من الطائف ببكرة، وكان مولى للنبي ﷺ فأعتقه، وهو من فضلاء الصحابة الذين اعتزلوا الفتنة يوم صفين، وانقطع للعبادة بالبصرة حتى توفي بها سنة إحدى وخمسين من الهجرة، روى مائة وثلاثين حديثًا، اتفقا على ثمانية، وانفرد البخاري بخمسة ومسلم بحديث ﵁ وأرضاه.
معنى الحديث: يقول النبي ﷺ: " إذا التقى المسلمان بسيفيهما " أي إذا تقابلا بسيفيهما في حرب أو معركة شخصية " فالقاتل والمقتول في النار " أي فكلاهما يستحقان دخول النار، إلاّ أنهما لا يتساويان في العقوبة، فإنَّ القاتل أشد عذابًا، وأكثر مكثًا في النار من المقتول " فقلت هذا القاتل " أي هذا القاتل عرفنا ذنبه الذي استحق به النار " فما بال المقتول " أي فما ذنب المقتول؟ " قال: إنه كان حريصًا على قتل صاحبه " أي إنه يعاقب بالنار لعزمه وتصميمه على قتل صاحبه.
ويستفاد ما يأتي: أولًا: أن قتال المسلم لأخيه بغير وجه شرعي كبيرة من الكبائر. ثانيًا: أن كلا المتقاتلين عاص مستحق للنار، إلاّ أن القاتل أشد معصية وأعظم عقوبة. ثالثًا: أن المسلم يحاسب على ما يستقر في نيته من العزم على المعصية، لقوله " فإنه كان حريصًا على قتل صاحبه ". رابعًا: أن صاحب الكبيرة لا يكفر بفعلها، لأن النبي ﷺ سمي المتقاتلين مسلمين.
والمطابقة: في قوله " إذا التقى المسلمان " حيث سماهما مسلمين مع ارتكابهما الكبيرة.

1 / 117