قوله : ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) (1)، وفي قوله : ( كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) (2) ، وفي قوله : ( إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ) (3)، فالواجبات الشرعية مصالح في العقليات والقبائح الشرعية مفاسد فيها والمندوب كالتتمة للواجبات الشرعية بمعنى أن عندها يكون الواجبات ادعى الى العقليات.
وقال بعض المعتزلة : إن الشرعيات إنما وجبت شكرا لله تعالى على نعمه والمقبحات كفران النعمة (4).
واعترض عليهم بأن الشكر هو طمأنينة النفس على تعظيم المنعم لنعمه ، وفي العرف هو الاعتراف بنعمة المنعم على ضرب من التعظيم ، وليست الصلاة واحدا منهما وإن كانت كاشفة ودليلا عليهما ، ولأن الشرعيات يتطرق إليها (5) النسخ والانقطاع بخلاف الشكر.
وهذا الفعل وإن كان قد سبق بعضه ، لكنه اشتمل على فائدة لم نذكرها ثم.
Shafi 435