305

وهو تعالى حكيم ، لأن الحكمة معرفة الأشياء ولا عرفان أتم من عرفانه ، وقد يراد بالحكمة صدور الشيء على الوجه الأكمل ، وقد بينا ذلك في حقه تعالى.

وهو تعالى جبار بمعنى أنه جبار لما بالقوة بالفعل والتكميل ، وقهار بمعنى أنه قهار العدم بالوجود والتحصيل.

وهو تعالى قيوم بمعنى أنه قائم بذاته مقيم لغيره.

** كلام كلي في الصفات

قسم الأوائل الصفة على أربعة أقسام :

** أحدها :

** وثانيها :

** وثالثها :

** ورابعها :

وقالوا أيضا : الصفات التي من باب الوجود للأشياء ، إما أن يكون بحيث يجوز أن يكون الشيء الموصوف سببا لها ، سواء اعتبر ذلك الشيء موجودا أو معدوما ، وذلك كإمكان الوجود للماهيات الممكنة الوجود ، فإن إمكان الوجود لها هذا سبيله.

ومثل هذا الشيء قد يجوز أن يكون له حالة الوجود والعدم كالحادثات ، فيكون في كل واحدة من الحالتين متصفا بتلك الصفة ، وقد يجوز أن يكون له إحدى الحالتين لا غير وهي الوجود كالأزليات ، فيكون في تلك الحالة الواحدة متصفا ، وإما أن يكون بحيث لا يجوز أن يكون الشيء الموصوف بها سببا لها بل سببها أمر من خارج.

ثم إن اعتبر موجودا صح أن يكون موصوفا بتلك الصفة ، وإن كان غير موجود فلا يصح مثل هذا الشيء ، وأيضا يصح أن يعتبر له في نفسه حالتا الوجود

Shafi 353