300

الخلق وإنه سيحيي الموتى ، واختلفوا في كيفية اتحاده به ، فقالت اليعقوبية : إن الكلمة أعني العلم مازجت عيسى وخالطته وحصل امر ثالث هو المسيح ، فقالوا : إن عيسى جوهر من جوهرين وأقنوم من أقنومين.

وقالت النسطورية : إن الكلمة جعلته هيكلا (1) وأدرعته إدراعا ، فقالوا : إن المسيح جوهران أقنومان.

وقالت الملكانية : إن الاتحاد كان بالإنسان الكلي دون المسيح ، وقال بعضهم : ان الاتحاد كان بأن اثرت فيه الكلمة كما تؤثر الصورة في المرآة من غير انتقال منها إليه.

وهذه الأقوال لا يخفى فسادها ، فانه كيف يعقل اتحاد صفة هي العلم بذات هي جسم ، ومطلق الاتحاد قد بطل بما أسلفناه ، ونزيد هاهنا أن بعد الاتحاد إن كان المتحد جوهرا كان العرض جوهرا هذا خلف ، وإن كان عرضا كان الجوهر عرضا هذا خلف ، وإن لم يكن جوهرا ولا عرضا لزم ارتفاع النقيضين وأيضا إعدامهما وإحداث ثالث.

Shafi 348